في الماضي، كان يمكن اعتبار السياسة اللبنانية وسيلة للتفاوض وحل الخلافات بين مختلف الطوائف والقوى السياسية. أما اليوم، فقد أصبحت السياسة في لبنان حربًا بالوسائل الأخرى.


تساهم الحرب في غزة في هذا التحول، حيث تتطلب من لبنان أن يلعب دورًا مساندًا لـ "المقاومة الإسلامية". هذا الدور يتطلب من لبنان أن يكون في حالة حرب مع إسرائيل، وهو ما يؤدي إلى تعطيل المؤسسات السياسية اللبنانية ومنع أي تقدم في حل الأزمات التي تعاني منها البلاد.

 

لبنان ليس سوى ضحية للتنافس الإقليمي والدولي. فالقوى الإقليمية والدولية تستخدم لبنان لتحقيق أهدافها الخاصة، دون أي اعتبار لمصالح الشعب اللبناني.

 

نتيجة لهذا التنافس، أصبح لبنان في حالة من اللاوجود. فهو موجود على الورق، لكنه غير موجود في الواقع. فالقرارات التي تُتخذ في لبنان لا تعكس مصالح الشعب اللبناني، بل تعكس مصالح القوى الإقليمية والدولية.

 

لبنان بحاجة إلى تغيير جذري لنظامه السياسي وعلاقاته الخارجية. لكن هذا التغيير لن يحدث إلا إذا أدرك الشعب اللبناني طبيعة الوضع الذي يعيشه، وقرر التصدي له.


المصدر : الشفافية نيوز