تستعد فرنسا لمعاودة تحركها في لبنان، لإحياء جهودها لإنهاء تعطل انتخاب رئيس الجمهورية. وسيزور وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بيروت الأربعاء المقبل، لعقد لقاءات مع الزعماء اللبنانيين لبحث سبل إخراج الاستحقاق الرئاسي من الجمود.


 قررت باريس إيفاد الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى بيروت الأربعاء المقبل، في مهمة استطلاعية لاستكشاف مدى استعداد الأطراف المعنية بانتخاب الرئيس للتخلي عن تبادل الشروط التي تعيق إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر سياسية لبنانية بأن السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو باشر اتصالاته بالقيادات السياسية الرئيسية لإعداد لائحة بأسماء المدرجين على جدول أعمال اللقاءات التي سيعقدها لودريان، بدءاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ولفتت المصادر السياسية إلى أن مهمة لودريان لن تقتصر على إعادة تحريك انتخاب رئيس للجمهورية، وإن كان ليس في وارد تبنّي دعم ترشيح مرشح معين، وقالت إنه يسعى لجس نبض الناخبين الكبار للتأكد من مدى استعدادهم لإخراج انتخاب الرئيس من المراوحة القاتلة التي يتخبط فيها.

وكشفت أنه يحضر هذه المرة إلى بيروت من دون أن يحمل معه أي أفكار جاهزة، وإن كان لم يسقط من حسابه ضرورة البحث عن مرشح من خارج الاصطفافات السياسية. وقالت إن عودته إلى بيروت تأتي في سياق تأكيده للحضور الفرنسي في المشهد السياسي لجهة انضمام باريس للدعوات الدولية والعربية للبنان بعدم الانجرار إلى الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل، وضرورة الحفاظ على التهدئة المعمول بها حالياً، مع رهانه على أنها قابلة للتمديد إفساحاً في المجال أمام تبادل دفعات جديدة من الأسرى والمحتجزين، لعلها تسهم في إطالة أمد وقف إطلاق النار.

وتأتي زيارة لودريان إلى بيروت بالتنسيق مع الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، خصوصاً أنه لم ينقطع عن التواصل مع الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر التي تدرس إيفاد الفريق المعني بالملف اللبناني إلى بيروت في مهمة استطلاعية لاستكشاف المواقف.


المصدر : الشفافية نيوز