مع استمرار الهدنة في غزة، يشهد جنوب لبنان هدوءًا حذرًا، وسط جهود دولية لإعادة تفعيل القرار 1701 الذي ينظم الوضع في المنطقة. ورغم الخروق المحدودة من الجانبين، فإن إسرائيل تسعى إلى إبقاء ربط النزاع مع جنوب لبنان، بينما يستعد حزب الله للرد على أي تصعيد إسرائيلي.


مع انقضاء نصف عُمْرِ هدنةِ الأيام الأربعة في غزة واستكمال مسار التبادُل على مراحل بين الرهائن والمعتقَلين لدى كل مِن «حماس» واسرائيل، يشهد جنوب لبنان هدوءًا حذرًا، وسط مساعي دولية لإعادة تفعيل القرار 1701.

وفيما كانت الخروقُ للتهدئة على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية تحملُ «بصماتٍ» مزدوجة، سواء كان تعبيراً عن رغبة تل أبيب بإبقاء «ربط النزاع» مع هذه الجبهة لتستعيد سخونتها بعد انقضاء الهدنة الموقتة في غزة، أو كإشارةٍ إلى «الجهوزية الدائمة» من «حزب الله» للردّ «الضاغط» على أي ارتدادٍ اسرائيلي على مَضامين اتفاق وقف النار ومندرجاته، فإنّ بيروت شهدت في الأيام الأخيرة حركةً ديبلوماسيةً نشطة تحت عنوان «ماذا بعد 27 نوفمبر»، وهل سيكون ممكناً الفصل بين مجريات كرة النار في غزة وبين تدحْرجها على امتداد الحدود الجنوبية للبنان؟ وأي إطارٍ ناظِمٍ لهذه الجبهة سيكون معتمَداً حين يَخمد البركان الذي وُضعت غزة في فوهته منذ 7 أكتوبر الماضي ولا سيما في ظل الاقتناع بأنّ الخروج من «مطحنة الدم والدمار» لن يكون إلا «على حمّالة» حلّ سياسي، ولو موقت، ما دام أفق الحل المستدام ونصابه غير متوافريْن.

وفي هذا الإطار، كثّف عدد من السفراء الاوروبيين تحركاتهم في الأيام الأخيرة، وأجروا سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين لبنانيين سابقين وحاليين، للبحث في إمكان إعادة تفعيل القرار 1701 الذي أوقف الأعمال العدائية بين «حزب الله» واسرائيل في أعقاب حرب يوليو 2006.

وعلمت «الراي» من مصادر عليمة، أن السفيرة الأميركية دوروثي شيا كانت جازمةً في إبلاغ أكثر من طرف ومستفسر أن «لا أحد يفكّر في أي قرار جديد غير الـ 1701» ليظلّل الوضع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وأن لا خيارَ سوى بتفعيل أحكامه ومرتكزاته.

كما كشف أحد المسؤولين الذين كانوا محور لقاءات سفراء غربيين لـ «الراي»، أن هؤلاء سمعوا من رئيس البرلمان نبيه بري أن التواصل لم ينقطع بينه وبين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار بيروت قبل اسبوعين وأن ملف الترسيم البري لم يُسحب من التداول خلال حرب غزة بل ما زال محور بحثٍ ومحاولاتٍ مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، انطلاقاً من موقف تبلّغه هوكشتاين بأن بتّ النقاط الخلافية الـ 13 التي يتحفّظ عنها لبنان على الخط الأزرق بما فيها الـ B1 سيكون كفيلاً بإيجاد «حلّ نهائي» للجبهة الجنوبية.

وفيما تبدو الهدنة في غزة أقرب إلى الهدوء المصطنع في ظل استمرار التصعيد الكلامي بين الجانبين، تكثف الجهود الدولية لإعادة إحياء القرار 1701 ومنع اندلاع حربٍ جديدةٍ في جنوب لبنان.


المصدر : الشفافية نيوز