أدى التوتر الأمني في جنوب لبنان إلى إلغاء حجوزات السياحة والسفر في لبنان، مما أفقد البلاد نحو 32 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. كما تراجعت حركة التجارة وحركة الوافدين عبر المطارات. ويتطلب الوضع الحالي تحركاً عاجلاً من الحكومة والقطاع الخاص لإعادة إنعاش الاقتصاد.


أرخى الوضع الأمني المتوتر في جنوب لبنان بثقله على الداخل، وعمّق الأزمة الاقتصادية التي بدأت أواخر عام 2019. فحرب غزّة التي امتدت إلى الجنوب أطاحت بالموسم السياحي الذي يتميّز به لبنان خلال أعياد آخر السنة في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كلّ عام، وبددت آمال المؤسسات السياحية والتجارية وكلّ اللبنانيين بأعياد كانت واعدة، وطيّرت الحجوزات في الفنادق والمنتجعات ورحلات الطائرات.

مع اندلاع الحرب في غزة في 10 مايو 2023، تصاعدت المخاوف من تجدد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، مما دفع الدول العربية والأجنبية إلى إخلاء رعاياها من لبنان. وسرعان ما تحولت هذه المخاوف إلى واقع، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين على الحدود اللبنانية الجنوبية في 24 يونيو 2023.

أدت هذه التطورات الأمنية إلى شل حركة السياحة في لبنان، حيث ألغيت حجوزات الفنادق والمنتجعات ورحلات الطائرات بنسبة تقارب الـ90 بالمائة. وبحسب رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السابق محمد شقير، فإن هذا التراجع أفقد لبنان ما يقارب 32 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

كما تأثرت حركة التجارة في لبنان سلباً بسبب الوضع الأمني، حيث تراجعت المبيعات في العديد من القطاعات، مثل محطات الوقود ومحلات الألبسة والأحذية والأدوات الكهربائية. وبحسب الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين، فإن حركة الوافدين عبر مطار بيروت الدولي تراجعت بنسبة 25 بالمائة في أكتوبر 2023، بينما ارتفعت حركة المغادرين بنسبة 34 بالمائة.

يتطلب الوضع الحالي في لبنان تحركاً عاجلاً من الحكومة والقطاع الخاص لإعادة إنعاش السياحة والاقتصاد. وبحسب رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، فإن هذا الأمر سيتطلب وقتاً طويلاً، حيث يحتاج القطاع السياحي إلى ما بين 3 إلى 6 أشهر لإعادة فتح أبوابه بالكامل.


المصدر : الشفافية نيوز