تصدى البطريرك الماروني بشارة الراعي لحملة شعواء شنتها عليه اوساط شيعية، متهمة إياه بـ"الشحادة" و"الخيانة"، بسبب دعوته لجمع التبرعات من الكنائس لمساعدة النازحين اللبنانيين من القرى الحدودية في الجنوب، التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي بسبب استخدامها كمنطلق للأعمال القتالية.


اضطرت الحملة إلى التراجع بعد أن اصطدمت بصخرة بكركي التاريخ والحاضر، وتدخل الرئيس نبيه بري لإيقاف ما اعتبره "حملات الإفتراء" على مقام البطريرك الراعي.

وزار نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى الشيخ علي الخطيب بكركي، في محاولة لاحتواء الموقف الذي أعاد تظهير الاشتباك المسيحي الشيعي، وطرح فكرة عقد قمة روحية لرؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية.

وأعلن البطريرك الراعي في بيان أنه سيؤدي واجب العزاء للنائب محمد رعد في استشهاد نجله عباس في غارة إسرائيلية، وهو ما فتح الباب أمام قنوات الاتصال بين "حزب الله" وبكركي.

يبدو أن "حزب الله" مهتم بتجاوز فشل سياسته التي تعتمد زجّ لبنان في الصراعات، بينما يتمسّك الراعي بحياد لبنان.

وتمثل أزمة القرى الحدودية أولوية لدى بكركي، وقد أظهرت أحداث الجنوب صوابية الطرح البطريركي، بينما يضع "حزب الله" البلد على حافة هاوية الحرب.

يبقى السؤال محيّرًا: كيف يمكن للحزب أن يصعِّد ضدّ البطريرك الراعي في السياسة ثم يتحدث عن الحوار؟


المصدر : الشفافية نيوز