أهالي الحدود اللبنانية: «الرزق يعادل الروح»
30-11-2023 08:19 AM GMT+02:00
تستعيد بلدات الحدود اللبنانية نشاطها تدريجياً بعد هدنة غزة، لكنّ الأضرار التي لحقت بالمنازل والقطاعات الاقتصادية في المنطقة لا تزال باهظة.
في بلدة ميس الجبل، التي تضم عشرات محالّ بيع المفروشات والسجاد والأثاث المنزلي، تبدو الحركة خفيفة. يقول أحد التجار: «من يصرف ألف ليرة على الكماليات في هذه الأيام؟».
قبل العدوان الإسرائيلي، كان خضر حمدان قد ملأ مستودعاته ببضائع مستوردة بقيمة مليونين ونصف مليون دولار، لكنّ «العدوان سبقنا». بعد الهدنة، استأنف سوق ميس أعماله، وسُجّل إقبال على محال بيع السجاد والحرامات، لكنّ حركة محال بيع الأدوات المنزلية كانت محدودة.
في المقابل، تكبّد قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني خسائر فادحة. وبحسب مؤسسة «جهاد البناء»، فقد بلغت الأضرار الزراعية والحيوانية للعدوان الأخير أكثر مما سُجّل في عدوان تموز 2006.
ويُنتظر أن تنجز المؤسسة، غداً، إحصاء الأضرار الزراعية والحيوانية. وبحسب مدير المؤسسة في الجنوب، رئيس بلدية عيترون المهندس الزراعي سليم مراد، فإن الشريط الحدودي يشكل منظومة اقتصادية زراعية - حيوانية متكاملة تمتد بعمق كيلومترين عن الحدود.
ولأن هذه المساحة كانت خط تماس، سارع مربّو الأبقار والمواشي والدواجن إلى تفريغ مزارعهم. من استطاع منهم إنقاذها، نقلها إلى البلدات الخلفية. لكنّ كثيرين لم يجدوا مكاناً لإيوائها والعناية بها فاضطروا لبيعها بأقل من سعرها.
وبحسب مراد، فإن في عيترون وحدها 450 بقرة وآلاف الدواجن التي كانت تُربى في ثلاث مزارع. فيما تضمّ جارتها بليدا سبع مزارع دجاج.
وفي سهل الخيام، تعرّضت مزرعة للأعلاف للقصف.
ويجزم مراد بأن «كل مزارع الدواجن والمواشي الكبيرة والصغيرة على طول الحدود الجنوبية صارت فارغة». كذلك سُجّلت خسارة موازية في قطاع تربية النحل، إذ تزامن العدوان مع بدء إنتاج العسل الشتوي وتوزّع المناحل بين أحراج السنديان التي تعرّضت للقصف.
وتعدّ «جهاد البناء» حزمة تعويضات عينية للمتضررين، بعدما صنّفت الأضرار بين المنازل ومحتوياتها والطاقة الشمسية والآليات والزراعة. وبحسب مراد، فإن المطلوب «إعادة استنهاض هذا القطاع في بلدات الحدود واستعادة الأمن الغذائي وتشجيع الأهالي على الاستثمار مجدّداً في أرضهم».
المصدر : الشفافية نيوز