تسببت الحرب في غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، بضرب السياحة في الشرق الأوسط، حيث تراجعت حركة السفر إلى إسرائيل ودول المنطقة بصورة حادة، وهو ما يُنذر بتفاقم الأزمات الاقتصادية التي تعيشها بعض دول المنطقة لا سيما لبنان ومصر والأردن.


 

تأثرت السياحة في جميع قطاعات صناعة السفر، حيث قلصت شركات السفر الدولية رحلاتها أو أجلتها، وأعادت خطوط الرحلات البحرية نشر السفن، وخفضت شركات الطيران الخدمة بشكل كبير.
ويشعر العديد من المسافرين بالقلق المتزايد بشأن زيارة المنطقة، مما يؤدي إلى موجات من إلغاء الرحلات.
كما يخشى منظمو الرحلات السياحية المحليون في دول المنطقة مما يمكن أن تفعله الحرب الطويلة بهذا القطاع الواعد والمتنامي.
في هذا السياق, قال خالد إبراهيم، المستشار في شركة "أميسول ترافيل" في مصر: "كنا نتوقع أن يتطور الشرق الأوسط ليصبح (أوروبا الجديدة) مع انتعاش وتطور النظام السياحي في المملكة العربية السعودية"، وأضاف: "نأمل جميعا ألا تتصاعد هذه الحرب وتحطم الآمال التي كان الناس – العرب والإسرائيليون والإيرانيون على حد سواء– يتمسكون بها".
وبدوره, قال حسين عبد الله، المدير العام لشركة لبنان للسياحة والسفر في بيروت أن "لبنان كله آمن بنسبة 100%"، لكنه قال إنه رغم ذلك لم يقم بحجز واحد منذ بدء الحرب، مما أنهى "عاماً جيداً للغاية" قبل الأوان.
أما أوليفييه بونتي، نائب رئيس شركة (ForwardKeys) وهي شركة لتحليل البيانات تتعقب حجوزات السفر الجوي العالمية, فقال: "إن الطلب في معظم دول الشرق الأوسط يتدهور"، مشيراً الى أنه في الأسابيع الثلاثة التي تلت 7 أكتوبر، انخفضت حجوزات الطيران إلى الشرق الأوسط بنسبة 26% مقارنة بالحجوزات التي تمت لنفس الفترة من عام 2019. وانخفضت تذاكر الطيران إلى إسرائيل بأكثر من 100%، حيث تجاوزت عمليات الإلغاء عدد التذاكر الجديدة الصادرة.
وأضاف إن حرب غزة "أضعفت ثقة المستهلك في السفر إلى أماكن أخرى أيضاً"، مشيراً الى أن حجوزات الطيران إلى جميع مناطق العالم تراجعت، حيث انخفضت بنسبة 5% في الأسابيع التي تلت الحرب مباشرة، مقارنة بالأسابيع المقابلة من عام 2019.
وتقول "نيويورك تايمز" إن الحرب في غزة جاءت في وقت كانت فيه السياحة في الشرق الأوسط تشهد ارتفاعاً قوياً في أعقاب الإغلاقات التي تسبب بها وباء كورونا.
وقبل أسبوع واحد فقط من الحرب، قال أحمد عيسى، كبير مسؤولي السياحة في مصر، لوكالة "أسوشييتد برس" إن هناك "طلباً غير مسبوق على السفر إلى مصر"، حيث زارها حوالي 10 ملايين شخص في النصف الأول من هذا العام.
وبالنسبة للأردن تنصح كل من الولايات المتحدة وكندا الزوار بتوخي المزيد من الحذر.
يشار الى أن لبنان ومصر والأردن، وهي من الدول الأقرب جغرافياً إلى الصراع، تعتمد بشكل كبير على السياحة، حيث يساهم القطاع السياحي بما يتراوح بين 12 و26% من إجمالي الإيرادات من الخارج لهذه الدول الثلاث.

إذًا, تشير الدلائل إلى أن الحرب في غزة ستستمر في التأثير سلباً على السياحة في الشرق الأوسط في الأشهر والسنوات المقبلة، مما يشكل تهديداً اقتصادياً خطيراً لدول المنطقة التي تعتمد على هذا القطاع الحيوي.


المصدر : الشفافية نيوز