يتوقع البعض أن يتحرك المسار اللبناني المُجمّد منذ اندلاع الحرب في غزة، بعد انتهاء الحرب، وذلك لأن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين كان قد مهّد لذلك بوساطة ترمي إلى ترسيم الحدود البرية.


ولكن، للتذكير، فإن حسم نقاط الحدود بين لبنان وإسرائيل عند مزارع شبعا يستلزم أولاً حسمها بين لبنان وسوريا. فحتى اليوم، دمشق لا تُجاري لبنان بإعلانه أن المزارع جزء من أرضه، على رغم أن حزب الله يعتبر هذا الأمر هو المبرر الواقعي للاحتفاظ بسلاحه.

وفتح النقاش حول الحدود مع سوريا سيفتح ملفاً شائكاً حول شريط يبدأ بالمزارع ويصل إلى الهرمل وعكار شمالاً، ثم يدخل في البحر، حيث يحتاج لبنان إلى مفاوضات كتلك التي جرت مع الإسرائيليين في الناقورة، ليتمكن من استثمار موارده من الغاز شمالاً.

وهكذا، فإن حرب الاستنزاف في غزة، وفي لبنان، ستقود الجميع إلى مفاوضات شائكة ومتداخلة لا أحد يضمن أنه سيخرج منها منتصراً أو رابحاً.

 

لذلك، الكل يدرس اليوم حسابات التفاوض بعد الحرب. ويقاتل الإسرائيليون بشراسة على الأرض في غزة، وقد يفعلون ذلك جنونياً في لبنان أيضاً، كي يحظوا بالموقع الذي يسمح لهم بإملاء الشروط على الطاولة.


المصدر : الشفافية نيوز