المشنوق يهرب من "السجن" ويحتمي بـ "بري"؟
10-12-2023 01:53 PM GMT+02:00
يبدو أن قرار مدعي العام في ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس بدأ يأخذ أبعاده، إذ بعد قرار ملاحقة الشركة المعلوماتية المشغلة لإدارة السير كانت لافتة زيارة وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق إلى رئيس مجلس النيابي نبيه بري، حيث نقلت أوساط متابعة أن أحدى أبرز النقاط التي أثيرت خلال اللقاء هي إحتواء عملية الملاحقة بحق الشركة وإيجاد تسوية مناسبة للقضية.
وترى تلك الأوساط أن استمرار فتح هذا الملف القضائي لن يتوقف عند هذا الحد، وسيؤدي الى توسعة ليطال الحقبة التي تولى فيها المشنوق وزارة الداخلية حيث حصلت طيلة السنوات العديد من الارتكابات والتجاوزات، وبالتالي امكانية ان تطاله تلك الملفات لتصبح قضية جديدة مفتوحة الى جانب قضية ملاحقته مرفأ بيروت.
في المقابل تنقل أوساط المشنوق، بأنّه مستعد لمواجهة أي محاكمة وكشف حساباته المالية، وتنفي ما تعتبره مزاعم تورطه بصفقات فساد خلال توليه وزارة الداخلية.
نزاع مالي
وكانت النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة برئاسة القاضي فوزي خميس، قد أحال رئيس مجلس إدارة شركة "إنكريبت" هشام عيتاني، وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً إلى النيابة العامة التمييزية، إذ يأتي قرار الديوان، تتمّة لمسار بدأ حين طلب وزير الداخلية بسام المولوي منه إبداء رأيه في دفتر الشروط، وما إذا كان النزاع المالي القائم بين الشركة والمصلحة، على أموال مستحقّة للأولى بقيمة 60 مليار ليرة، تطلب تقاضيها بالدولار الفريش، يمكن حلّه عن طريق إخضاعها لقرار مجلس الوزراء الرقم (13) الذي أرسى معادلات جديدة بعد انهيار الليرة لاحتساب مستحقّات المتعهّدين والمشغّلين للمرافق العامة الذين كانت عقودهم مع الدولة مُبرمة بالدولار.
"الحزب" في الداخلية
وتفاقمت الفضائح في "النافعة" في عهد وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق، الذي طالته إنتقادات عديدة لم تنحصر بالتجاوزات وشبهات الصفقات، بل بالأداء السياسي وفتحه أبواب وزارة الداخلية أمام تدخلات حزب الله وإملاءاته، حيث بات يتدخل الحزب في التعيينات الداخلية ويؤثر في قرارات دقيقة.
وحتى مسؤولون سابقون في "تيار المستقبل"، كانوا أساسيين في فريق عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والرئيس سعد الحريري، لم يخفوا إمتعاضهم من أدائه، كذلك كانت بارزة المفارقة بين مواقفه الإعلامية التي تخاطب الرأي العام في جماهير 14 آذار وبين الصفقات والخضوع لإملاءات الحزب.
وراثة الحريري
ويرى مسؤولون في تيار المستقبل أن كل ما يسعى إليه المشنوق هو وراثة سعد الحريري واستقطابه جزء من فريق عمله، وحاربة الفعاليات السنية البارزة لتكريس نفسه "أولاً" ضمن القوى السنية لعل ذلك يؤمن له موقعاً متقدماً على مستوى إمكانية توليه رئاسة الحكومة، في حين أن إرتباطه مع "حزب الله" وثيق إذ يرتاح الحزب للتعاون معه إنطلاقاً من التجربة التي حصلت خلال توليه وزارة الداخلية، وتأمين مصالح الحزب الإستراتيجية بعيداً عن الخطابات الإعلامية والمواقف التي يتفهمها الحزب طالما أموره ميسرة.
وتوقفت المصادر عن تجاهل المشنوق لتطاول رئيس تيار التوحيد وئام وهام ضد المملكة العربية السعودية والسفير وليد بخاري، إذ تعتبر أنه لا يريد الذهاب بعبداً في مواقف تزعج الحزب، في حين تنقل أوساطه تطور علاقاته مع قادة حماس في لبنان وتأمين الدعم الإعلامي لمواكبة حضورها رغم إعلانها أنها تتجه لعسكرة وجودها في لبنان.
المصدر : الشفافية نيوز