دخلت دبابات إسرائيلية مدينة خان يونس في قطاع غزة بعد ليلة من القتال العنيف، في توغل جديد ضمن حملتها للتصدي لحركة حماس. السكان يشهدون مأساة، حيث دمرت الدبابات منازل وسط المدينة، وتمثلت في اقتحام مدن القطاع. المنظمات الإنسانية تحذر من تصاعد الأزمة الإنسانية، ورغم الضغط الدولي لوقف القتال، إلا أن إسرائيل ترفض وتؤكد استمرار الحرب. الوضع يطرح تحديات كبيرة للجهود الدولية في التصدي للأزمة والتحرك نحو حلا سلمي.


بعد ليلة من القتال العنيف، دخلت دبابات إسرائيلية وسط مدينة خان يونس في قطاع غزة يوم الأحد، في توغل جديد أثناء محاولتها التوسع في القلب الحضري لأكبر مدن القطاع. وفقًا لتقرير من وكالة "رويترز"، أفاد السكان بأن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسية التي تربط بين شمال وجنوب القطاع عبر وسط خان يونس بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة أدت إلى تباطؤ تقدم الجيش الإسرائيلي من الشرق. وفي إطار هذا الهجوم، قامت الطائرات الحربية بقصف المنطقة الواقعة غرب الهجوم.

شهدت المدينة، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق أخرى في القطاع، انفجارات متكررة وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأبيض. وفي ساعات الصباح، كان بإمكان السكان سماع أصوات إطلاق نيران المدافع الرشاشة بالقرب من مركز للشرطة في وسط المدينة، حيث كانت الشوارع شبه خالية باستثناء بعض السكان الذين اضطروا للفرار.

وقال أحد الآباء الذين نزحوا من مدينة غزة: "كانت ليلة من أصعب الليالي التي مررنا بها، كانت المقاومة قوية للغاية، كنا نسمع أصوات الاشتباكات والانفجارات لساعات". وأضاف: "وصلت الدبابات إلى شارع جمال عبد الناصر في وسط المدينة، وصعد القناصة إلى بعض العمارات القريبة من المنطقة".

يأتي هذا الهجوم في إطار تصاعد التوتر بين إسرائيل وحركة حماس، حيث قررت إسرائيل توسيع حملتها البرية للقضاء على حماس في جنوب قطاع غزة. يشير تقرير منظمات الإغاثة الدولية إلى أن هذا التصعيد ترك السكان بدون مأوى، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون نسمة في القطاع.

في خان يونس، أمام المشاهد المروعة للمنازل المدمرة والأسر التي تبحث بين الأنقاض عن ذويها، يتساءل الناس عن مصير أحبائهم. يروي أحد الشهود: "صلينا ونمنا، وفجأة استيقظنا لنجد البيت فوقنا. من بقي على قيد الحياة؟! جاءت فرق الإنقاذ وأنقذت قدر استطاعت، ولكن الدمار كان هائلاً".

في السياق نفسه، أكدت حركة الجهاد الإسلامي التابعة لحماس أن مقاتليها يواجهون القوات الإسرائيلية في المنطقة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف ممرات تحت الأرض في خان يونس ومهاجمة مجموعة من المسلحين الفلسطينيين.

تشهد المنطقة أيضًا قتالًا عنيفًا في شمال قطاع غزة، حيث أكدت إسرائيل في وقت سابق نجاح قواتها في تحقيق أهداف رئيسية. تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة هذا الأسبوع جاء بعد انهيار هدنة استمرت لمدة أسبوع وسط تصاعد التوترات.

في مؤتمر دولي في الدوحة، انتقد وزراء خارجية عرب الولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار. وأعرب رئيس الوزراء القطري عن قلقه إزاء تصعيد الحرب، محذرًا من أن

ه قد يدفع جيلًا كاملًا نحو التطرف في منطقة الشرق الأوسط.

في الوقت نفسه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لوقف إطلاق النار، وأشار إلى أن عدم تحقيق ذلك يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية. بينما رفضت إسرائيل المطالبات بوقف القتال، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحرب مستمرة، ورفض الضغط الدولي لإنهائها.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الدعوات الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية، وسط تصاعد حدة التوتر وسط القلق الدائم حول الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة.


المصدر : الشفافية نيوز