إذا كانت تكلفة المناوشات حتى الآن تقدر بمليار دولار، فماذا سيحدث إذا تصاعدت المناوشات إلى حرب شاملة؟ من الواضح أن اللبنانيين يخشون من تداعيات تصاعد الصراع على الحدود الجنوبية. يبذل الجميع جهوداً لمنع انزلاق لبنان إلى حرب لا نهاية لها، ورغم ذلك، فإن التضامن مع أهل غزة لا يعني التخلي عن البحث عن تسوية محتملة.


بعد شهرين وأربعة أيام من اشتعال جبهة الجنوب بين "حزب الله" وإسرائيل، يتضح أن الخسائر لم تكن محصورة في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي فحسب، بل تأثرت كل القطاعات الاقتصادية والإنتاجية في لبنان. تراجع الاقتصاد اللبناني بشدة خلال الشهرين الماضيين، حيث كان من المتوقع أن يسجل نمواً إيجابياً هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لولا التداعيات السلبية للمواجهات في الجنوب. أظهرت أرقام البنك الدولي أن نمو الاقتصاد كان صفراً في المئة خلال العام السابق. وقد تقدر الخسائر الاقتصادية اليومية في لبنان بنحو عشرين مليون دولار، وهو رقم مرعب بالنسبة لبلد يعاني من صعوبات اقتصادية.

وفي حال لم تنجح مساعي التهدئة والتسوية الدبلوماسية، فإن لبنان قد ينزلق إلى حرب شاملة، مما يعني خسائر بشرية ومادية فادحة. تبقى آمال المساعي الدولية لتخفيف الضغط على الجبهتين الجنوبية والشمالية تتمثل في تسوية نهائية. كما يرى البعض أن وجود تهديد إيراني واضح لا يمكن تجاهله.

 


المصدر : الشفافية نيوز