بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني في تحقيق هدفه باستعادة الأراضي التي فقدتها البلاد، تبحث أوكرانيا والولايات المتحدة عن استراتيجية جديدة للحرب.


كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن واشنطن وكييف تبحثان عن "استراتيجية جديدة" بعد "فشل" الهجوم المضاد في أوكرانيا.

تأتي الخطوة بعد "فشل" الهجوم المضاد في تحقيق هدفه باستعادة المناطق التي فقدتها أوكرانيا بعد الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.

ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، الإثنين، حيث سيعقد اجتماعات مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأعضاء بالكونغرس، حيث من المقرر أن يحاول الرئيسان إظهار التضامن وتعزيز الدعم لأوكرانيا في وقت حاسم.

وقال مسؤولون أميركيون لنيويورك تايمز، إن الكثير من القادة الأوكرانيين لا يدركون "مدى عدم استقرار" الدعم الأميركي للحرب، مضيفا أن هؤلاء الجنرالات والمسؤولين المدنيين لديهم "توقعات غير واقعية" حول ما يمكن الولايات المتحدة دعم كييف به.

ويرى بعض المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة، أنه يجب على أوكرانيا بدء استراتيجية تعتمد على "التمسك والبناء"، حيث تركز على الحفاظ والتمسك بالمناطق التي تسيطر عليها، وبناء قدرتها على إنتاج الأسلحة خلال عام 2024.

وتعتقد الولايات المتحدة أن الاستراتيجية ستحسّن القدرات الأوكرانية وتضمن قدرتها على مواجهة أي تحرك روسي جديد.

وعلى صعيد متصل، تدرس أوكرانيا استراتيجيات استخدمتها بشكل ناجح حينما شنت هجمات على شبه جزيرة القرم الخريف الماضي.

ورفض مسؤول عسكري أوكراني بارز سابق، مناقشة المقترحات، لكنه قال إن "الخطة الجديدة يجرى تنقيحها، وهي شديدة الجرأة".

فيما أشار مسؤولون أميركيون إلى أنه حال عدم تغيير الاستراتيجية التي تعمل بها كييف، سيكون عام 2024 مماثلا لعام 1916، وهو الأسوأ من حيث عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى.

وأوضحت الصحيفة الأميركية، أنهم يبحثون "طرقا مبتكرة لجعل روسيا غير متزنة، عبر شن هجمات ضد مصانع ومخازن الأسلحة وخطوط القطارات التي تستخدم لنقل الذخائر، وتحقيق انتصارات رمزية".

وأضافت الصحيفة أن "واشنطن أرادت أن تركز كييف على الجنوب من أجل إنهاء أو تهديد قبضة روسيا على الأراضي الواقعة بين شبه جزيرة القرم والحدود الروسية، فيما رأت القيادة الأوكرانية أن الدفاعات الروسية لا يمكن اختراقها، بسبب الألغام التي ستتسبب في خسائر فادحة".

ونتيجة لهذا الخلاف، أبقت كييف قواتها منقسمة بين الشرق والجنوب، ورفضت تنفيذ الهجوم من جبهة واحدة، وبدلا من تحقيق تقدم بارز، بات الوضع في حالة من الجمود.

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، الإثنين، بأن بايدن وكبار المسؤولين في البيت الأبيض "على اتصال وثيق ومستمر مع المشرعين، بشأن الحاجة الملحة للموافقة على تقديم مساعدة أمنية جديدة لأوكرانيا بنحو 50 مليار دولار".

وقال بيتس في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: "أمننا القومي على المحك في أوكرانيا. أشار بوتين إلى أنه إذا نجح هناك، سيكون لديه مخططات بشأن دول أخرى في شرق أوروبا أعضاء في حلف شمال الأطلسي ونحن ملزمون بالدفاع عنها".

وأضاف: "سيصبح الأمر أكثر تكلفة من كل النواحي إذا لم نتحرك بشأن هذا التمويل الإضافي".


المصدر : الشفافية نيوز