هناك مخاوف متزايدة من اندلاع حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة والصين، على غرار الحرب الباردة الأولى التي امتدت لما يقارب 30 عاماً.


وتأتي هذه المخاوف في ظل التنافس الأيديولوجي والاقتصادي المتزايد بين القوتين العظمى، والذي تصاعد في السنوات الأخيرة.

وأحد الأمثلة على هذا التنافس هو الحرب الروسية الأوكرانية، حيث دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا، بينما عارضتها الصين وروسيا.

وهناك مخاوف من أن يؤدي هذا التنافس إلى مزيد من الانقسام الجغرافي الاقتصادي، حيث قد تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى عزل الصين اقتصادياً.

وإذا حدث هذا، فقد يؤدي إلى انكماش التجارة العالمية وتدفقات رأس المال، مما سيضر بالاقتصاد العالمي بأسره.

 

القاسم المشترك بين الحرب الباردة الأولى والثانية هو الولايات المتحدة الأمريكية. ففي الحرب الباردة الأولى، كان التنافس الأيديولوجي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. أما الآن، فالتنافس هو بين الولايات المتحدة والصين.

 

أما الفارق الكبير بين الحربين فيكمن من ناحية الاندماج ودرجة الترابط الاقتصادي وحجم التجارة العالمي. فالاقتصاد العالمي اليوم أكثر تشابكاً وترابطاً عن ذي قبل. فحجم التجارة الدولي لعام 2022 يبلغ 32 ترليون دولار مقارنة بـ95 مليار دولار خلال الحرب الباردة الأولى.

 

تتمثل المخاطر الاقتصادية للحرب الباردة الثانية في انكماش التجارة العالمية وتدفقات رأس المال، مما سيؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي وزيادة البطالة. كما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما سيزيد من التضخم.

 

لمنع اندلاع حرب باردة جديدة، هناك حاجة إلى تعاون عالمي. يجب على الدول العمل معاً للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات، وتعزيز التعاون الاقتصادي.


المصدر : الشفافية نيوز