انتشرت في الآونة الأخيرة، على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لشبّان لبنانيين يُظهرون سلوكيات غريبة ومضطربة، ويرجح البعض أنّهم يتعاطون نوعاً جديداً من المخدرات.


مخدر الكريستال ميث هو أحد التراكيب المعدلة لمخدر الكبتاغون "الأمفيتامين"، وله مفعول منشط ومنبه، ويشترك مع الكبتاغون في نفس المادة الكيماوية الأمفيتامين، ولكن بتركيز أكبر.

 

أعراض تعاطي الكريستال ميث

 تتمثل في ارتفاع مستويات الهرمونات في الجسد، كـ"الدوبامين" و"السيروتونين" و"النورادرينالين"، مما يؤدي إلى شعور بالطاقة وفرط اليقظة والحدة والنشوة وزيادة الرغبة الجنسية والثقة بالنفس والسعادة. كما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان السريع بعد استخدامه لمرة واحدة أو اثنتين فقط، ويتسبب في فقدان الوزن بشكل كبير والنوبات القلبية، إضافة إلى الغثيان والقيء وتلف الأسنان، إلى جانب اضطرابات النوم الشديدة والهلوسة والذهان ونوبات الهلع.

لا توجد تأكيدات رسمية حول أسباب هذه الفيديوهات أو حجم انتشار هذه المخدرات، إذ ما زالت الجهات الأمنية تدقق في تلك التسجيلات وتقوم بتحليلها بالتعاون مع جهات علمية. إلا أن جمعية "جاد" لمناهضة المخدرات في لبنان يرجح أن تكون هذه المخدرات هي "دواء مستخدم في الولايات المتحدة، وممنوعاً في دول الاتحاد الأوروبي وكذلك في معظم الدول العربية"، وهو "دواء يتناوله من يواجهون تشنجات وتمزقات عضلية".

 يرجح الباحثون انتشار "الحبوب المخدرة" بسبب سهولة ترويجها ونقلها، وإمكان تعاطيها من دون أن يلاحظ الآخرون وانخفاض ثمنها. ويلفت حواط إلى "تحول في عالم المخدرات لتتماهى مع الأدوية، وأن تحل مكان تلك التقليدية كالهيرويين والكوكايين والحشيش"، مشيراً إلى تقديرات دولية بظهور 700 صنف جديد كل عام على المستوى العالمي، لذلك لا بد من رفع مستويات الحذر، واتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة دخولها إلى لبنان ومعرفة كمياتها.

 

 يزداد تعاطي المخدرات المصنعة في أوساط الشبان، ويعد "الكريستال ميث" أحد الأصناف الجديدة، ولكن في المقابل ينتشر في أوساط الشبان تعاطي بعض الأدوية. ويروي أحد الشباب تجربته مع تعاطي أدوية مثل الترامال والسيلفيا، وكيف أدت إلى إدمانه ومشاكل في حياته الأسرية والعملية.

 ويشكل الكبتاغون أسرع أنواع المخدرات انتشاراً في لبنان والعالم العربي، وتبذل القوى الأمنية جهوداً متزايدة لمكافحة الاتجار به وتصديره إلى الخارج. ويكشف حواط عن ضبط مليونين ونصف مليون حبة معدة للتصدير إلى مصر في حاوية داخل مرفأ بيروت، وسبقها ضبط شحنة أخرى إلى ليبيا.

ومنذ سبع سنوات أنشأت جمعية "جاد" متحفاً للتوعية عن أخطار المخدرات، ويضم المتحف 40 ألف قطعة، تستخدم للتدريب والتوعية والتثقيف. ويأمل حواط في أن يسهم المتحف بزيادة الوعي في أوساط الشباب.

 تستغل العصابات السجون لنشر المخدرات، ولا تلعب السجون حالياً دورها الإصلاحي في ظل الانهيار الذي يعيشه لبنان. كما ينتشر تعاطي المخدرات في المدارس والجامعات، مما يزيد من خطر انتشار الجريمة.

 

يشكل انتشار المخدرات الجديدة في لبنان تهديدًا خطيرًا للشباب، ويتطلب ذلك جهودًا مشتركة من الجهات الأمنية والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والصحية لمكافحة هذه الآفة وحماية الشباب من خطر الإدمان.


المصدر : الشفافية نيوز