تتواصل حملة "لبنان لا يريد الحرب" في لبنان، حيث يرفض اللبنانيون زج بلادهم في حرب جديدة، خاصة بعد حرب 2006 التي خلفت دماراً كبيراً في البلاد.


وسط مخاوف من توسيع نطاق الحرب في غزة واحتمال امتدادها إلى لبنان، يرتفع صوت رفض الحرب في لبنان من مختلف المشارب السياسية والطائفية.

يرفض البعض الحرب لأسباب سياسية، مبررين ذلك بأن لبنان لا مصلحة له في الانخراط في صراع لا يُحسم لصالحه، وأن حرب غزة لم تُحقق أهدافها، بل أدت إلى تدمير غزة وسقوط المزيد من الضحايا.

في هذا السياق، يقول العميد المتقاعد جورج الصغير: "لبنانيون لم يعودوا راغبين بالحرب لأنهم اكتشفوا زيف الادعاءات الإيرانية وأن ما يحدث ليس أكثر من مسرحية تبنّاها حزب الله".

ويضيف: "الهدف الذي طالما تغنّت به إيران أي تحرير القدس سقط كونها لم تشارك أو ترسل صاروخاً واحداً نحو إسرائيل. فهي تذرّعت بحجة كونها لم تعرف بما أعدّته حماس ونفذته في 7 أكتوبر كي تبقى على الحياد، ولم تدعم حلفاءها بل وقفتْ تتفرّج عليهم".

ويتابع: "ما يجري على أرض الجنوب منذ نحو 70 يوماً، رغم قسوته، ليس سوى لعبة، لكنها مكلفة إنسانياً ومالياً واقتصادياً. وقد أدرك اللبنانيون أن إيران تضحّي بحزب الله من أجل مصالحها".

 

رفض أمني

يرفض آخرون الحرب لأسباب أمنية، مبررين ذلك بأنها ستؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر البشرية والاقتصادية، وستزيد من حدة التوتر الأمني في لبنان.

في هذا السياق، يقول الدكتور علي خليفة: "نحن ضد الحرب لأن قراراً كبيراً كهذا تتخذه الدولة ولا يُنازِعُها فيه فصيل مسلّح يفتح باب الحرب متى شاء. الحرب تتطلب وحدة وطنية لأنها قضية مصيرية ولا يمكن لأي جهة التفرد بقرار الضغط على الزناد".

ويضيف: "وفي اعتقادنا الراسخ أنه يجب عدم إعطاء الذرائع لإسرائيل للعدوان على لبنان ولا سيما أن فتْح الجبهة كما حصل لم يساعد القضية الفلسطينية ولم يوقف العدوان على غزة".

 

رفض إنساني

ويرفض آخرون الحرب لأسباب إنسانية، مبررين ذلك بأنها ستؤدي إلى المزيد من المعاناة للشعب اللبناني، وخاصة في المناطق الحدودية التي تتعرض للقصف بشكل مستمر.

في هذا السياق، يقول ميلاد العلم، رئيس بلدية رميش: "نحن جماعة ثقافتنا السلام والوطن والجيش والقضاء والمؤسسات، ولسنا هواة حرب وموت. نحن ضد موت الأبرياء في غزة ولكن لماذا علينا أن نكون في حالة حرب دائمة ونستمرّ في دفع الفواتير الباهظة؟".

ويضيف: "أطفالنا يعانون مشاكل صحية جراء تنفس الفوسفور ويعيشون التروما وكذلك كبارنا. أكثر من 1500 طالب من رميش قابعون في بيوتهم خائفين يتعلّمون عن بُعد فيما طلبة لبنان مستمرون بالدراسة بشكل طبيعي".

ويتابع: "لا يعنينا الأسباب السياسية ولا الحزبية. نحن نرفض الحرب لأسباب إنسانية لأن 6200 مواطن لا يزالون صامدين في رميش من دون أن تُقدَّم لهم أدنى مقومات الحياة".

 

تشير هذه الآراء إلى أن رفض الحرب في لبنان واسع النطاق، ويشمل مختلف المشارب السياسية والطائفية. ومن المرجح أن يستمر هذا الرفض في الارتفاع في ظل استمرار التوتر الأمني في المنطقة.


المصدر : الشفافية نيوز