تبدأ التغيرات المرتبطة بالعمر في الدماغ في سن الثلاثين، لكن هذا لا يعني أن تدهور الذاكرة وضعف المهارات الأخرى أمران طبيعيان. فالعديد من الوظائف المعرفية يمكن أن تستمر في التحسن حتى سن الشيخوخة.


توضح طبيبة الأعصاب ماريا تشيرداك أن دماغنا يتغير طوال الحياة في اتجاهين. الأول هو تناقص حجم المادة الرمادية والبيضاء، وإزالة مادة الميالين. والثاني هو تغيرات في حالة الأوعية الدموية.

وتلعب حالة الأوعية الدموية دوراً حاسماً في صحة الدماغ، حيث تؤثر على سرعة انتشار الموجة النبضية (PWV). هذه الطريقة غير الجراحية لتقييم حالة جدران الشرايين الكبيرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات في القدرات المعرفية مع تقدم العمر.

وأوضحت تشيرداك أن زيادة PWV بمقدار 1 متر/ثانية ترتبط بزيادة بنسبة 14% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة بنسبة 15% في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

وأشارت إلى أن "كونكتوم" (الشبكة العصبية) تتشكل طوال حياة الإنسان، وتؤثر على القدرات المعرفية. وتتغير العمليات المعرفية المختلفة بطرق مختلفة، حيث يتباطأ مؤشر وتيرة العمليات العقلية مع تقدم العمر، لكن جودة التفكير لا تتأثر بالضرورة.

وأكدت تشيرداك أن "العديد من الوظائف المعرفية لدى كبار السن الذين يعانون من شيخوخة الدماغ الناجحة يمكن أن تستمر في التحسن". وعلى سبيل المثال، يمكن أن تستمر المفردات اللغوية في التراكم وتصبح أفضل في عمر 80 و90 عاماً.

تشير نتائج الدراسات إلى أن شيخوخة الدماغ عملية معقدة لا يمكن حصرها في مجرد تدهور الذاكرة والمهارات الأخرى. فالعديد من الوظائف المعرفية يمكن أن تستمر في التحسن حتى سن الشيخوخة، مما يؤكد أهمية الحفاظ على صحة الدماغ واتباع نمط حياة صحي.


المصدر : الشفافية نيوز