يعاني النازحون الجنوبيون الذين فرّوا من الحرب من البرد والصقيع والاستغلال، حيث لا تتوفر لهم وسائل التدفئة الكافية، ويضطرون إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة، واستئجار منازل بأسعار خيالية.


معاناة النازحين الجنوبيين الذين فرّوا من الحرب تتفاقم وسط غياب الاهتمام الحكومي، حيث يرزحون تحت وطأة البرد والصقيع والخوف، ويضطرون إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة، واستئجار منازل بأسعار خيالية.

البرد والصقيع

يعاني النازحون الجنوبيون من البرد القارس، حيث لا تتوفر لهم وسائل التدفئة الكافية، خاصة في المناطق الجبلية التي تنخفض درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر. يقول بسّام، وهو نازح من بلدة كفركلا: "نئنّ من البرد يوميّاً، ولم نتمكّن من الوصول إلى كفركلا بسبب القصف المتواصل. لم نحضر معنا شيئاً، ظننّا أنّ الحرب لن تطول".

الاستغلال

يتعرض النازحون الجنوبيون للاستغلال من قبل بعض الجهات، سواء من قبل صهاريج المياه أم تجّار المنازل أم حتى الدولة. يقول سراج، وهو نازح من بلدة طيردبا: "نضطرّون لشراء المياه كل يومين أو ثلاثة، حيث يطلب صاحب الصهريج لقاء 5 براميل مليوناً و200 ألف ليرة، دون مراعاة ظروفنا الاقتصادية". كما أنه "يضطرّ للذهاب يوميّاً للعمل في تلة الحمامص لقاء مليون ليرة ليشتري بها المياه، عاجزاً في المقابل عن توفير كلّ المتطلّبات".

غياب الاهتمام الحكومي

تعاني البلديات من شحّ المساعدات الحكومية، مما يجعلها عاجزة عن تلبية احتياجات النازحين. يقول المهندس خضر قديح، مسؤول خليّة الأزمة في بلدية النبطية: "شحّ الدعم الحكومي للنازح، وهي عبارة عن مساعدات لا تكفي 10 إلى 20 عائلة فقط".

جهود بلدية النبطية

لم تقف بلدية النبطية مكتوفة أمام معاناة النازحين، حيث وفّرت منازل مجانية لهم، وتعمل حالياً على تأمين وسائل التدفئة لهم، فضلاً عن توفير حصص غذائية وأدوات تنظيف وحليب للأطفال وملابس وفرش وحرامات، فضلاً عن الرعاية النفسيّة والاجتماعيّة والصحيّة.

الجهود الأهلية

تبذل بعض الجمعيات الأهلية جهودًا لمساعدة النازحين، إلا أنّ هذه الجهود لا تزال غير كافية. يقول مصطفى، وهو ناشط في إحدى الجمعيات الأهلية: "نحاول مساعدة النازحين قدر المستطاع، لكنّنا نواجه العديد من التحديات، منها ارتفاع الأسعار وشحّ المساعدات".

خاتمة

تواجه النازحين الجنوبيين معاناة كبيرة وسط غياب الاهتمام الحكومي، مما يتطلب تضافر الجهود من جميع الجهات لتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وتحسين ظروفهم المعيشية.


المصدر : الشفافية نيوز