في ظل تكرار الهجمات الحوثية على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر باتجاه إسرائيل، رداً على ما وصفوه بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة ومحاصرته، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين تشكيل تحالف دولي يحمل اسم "حامي الازدهار" هدفه ضمان حرية الملاحة لكل البلدان.


ويضمّ التحالف عشرة بلدان هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنروج والسيشل وإسبانيا، في حين بقيت الدول العربية والخليجية الكبرى خارجه، للحفاظ على دورها كـ"وسيط" في إيجاد تسوية للحرب الدائرة اليوم في غزة.

وأشارت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة، الى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون توجيه ضربات عسكرية محتملة ضد الحوثيين في اليمن، وأن البنتاغون يستعد لتقديم مقترح لرد قوي على الحوثيين إلى الرئيس جو بايدن.

 

الاحتمالات واردة

في هذا السياق، قال العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ"المركزية": "لا أتوقع أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالانخراط في عمل عسكري ضد الحوثيين، وذلك لأسباب عدّة: أولاً، أن واشنطن حرصت منذ بداية العملية الانتقامية الإسرائيلية، من خلال دبلوماسيتها الناشطة ومؤتمراتها وكلامها الواضح، على اعتماد استراتيجية تأمين حصانة لهذه العملية من دون فتح جبهات أخرى. وثانياً، لأن الحوثي اليوم يُمسِك زمام الامور بيده لدرجة جعلته يُثبِت انه هو اليمن. ثالثاً، علينا الا ننسى ان الحوثي اصبح لديه خبرات ومراس عسكري كبير بعد الـ2015. رابعاً، اسرائيل متورطة في استنزاف كبير سواء في الضفة او حتى في القطاع. خامساً، ما الذي يطلبه الحوثيون مقابل فكّ حصارهم عن السفن المتجهة الى ميناء ايلات؟"

ويرى ملاعب أن "الموضوع ليس فقط من يقاتل بل من يقرر القتال. بيت القصيد هو هذا المحور الذي دعمته وسلّحته ايران وما زالت. القرار في هذا المحور ايراني. إذا ما درسنا المعطيات من7 تشرين الأول حتى اليوم، نجد أولاً أن ايران نفضت يدها من عملية المقاومة وقالت ان هذا الموضوع فلسطيني، وثانياً حتى الولايات المتحدة برّأت الايرانيين وقالت لم يثبت لدينا تدخل ايراني مباشر، وثالثا رأينا الدبلوماسية النشطة لوزير الخارجية في بغداد وبيروت والقاهرة والدوحة واخيرا العماني في اليمن، كل هذه الدبلوماسية هي التي تتحكم بالتفاوض مع الولايات المتحدة، اي ان التفاوض غير المباشر لم ينقطع."

 

تداعيات محتملة

ويضيف ملاعب: "اذا لم يصل الى نتيجة ترضي طهران، سيبقى الحوثي مُقلِقا للاميركيين والتحالف الذي صنعوه. لكن الأخطر من ذلك ان ايران اذا وصلت الى مبتغاها مع الولايات المتحدة، فالخوف ان تتخلى عن دعم حزب الله في لبنان، اي ان تستغل اسرائيل هذا الوضع وتقوم بعملية غير معروفة وغير محددة حتى اليوم على الجانب اللبناني وتكتفي ايران بالإدانة فقط."


المصدر : الشفافية نيوز