تعاني الأرجنتين من تاريخ طويل من التضخم، والذي وصل إلى 160% في عام 2023. وقد دفع ذلك الرئيس الجديد خافيير ميلي إلى طرح فكرة الدولرة، وهي اعتماد الدولار الأميركي عملة رسمية للبلاد.



وتعني الدولرة الكاملة استبدال كل الأوراق النقدية المحلية المتداولة بالعملة الخضراء، مع تحويل قيمة جميع الأصول والعقود إلى الدولار. وقد تتخذ دولة ما هذه الخطوة بقرار منفرد، ومن دون إجراء مشاورات مع الولايات المتحدة.

وتتمثل الفوائد المحتملة للدولرة في مكافحة التضخم، واستقرار الأوضاع المالية، واستعادة الثقة في القطاع المصرفي. إلا أن هناك أيضًا بعض السلبيات، مثل خسارة استقلال السياسة النقدية، وعدم قدرة الدولة على ضبط أسعار الفائدة استجابة للتغيرات الاقتصادية.

 

يرى مؤيدو الدولرة أنها الحل الوحيد لمكافحة التضخم المستفحل في الأرجنتين. ويستندون إلى تجربتي الإكوادور والسلفادور، اللتين نجحتا في تحقيق انخفاض كبير في معدلات التضخم بعد اعتمادهما الدولار.

أما المعارضون للدولرة، فيرون أنها ستؤدي إلى فقدان استقلال السياسة النقدية، وبالتالي تقييد قدرة الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية. كما يرون أنها لن تعالج جذور المشكلة، وهي سوء الإدارة المالية للدولة.

 

لا تزال فكرة الدولرة في الأرجنتين محل جدل، حيث يعتقد البعض أنها الحل الوحيد لمكافحة التضخم، بينما يعتقد آخرون أنها ستكون فخًا يؤدي إلى المزيد من المشاكل الاقتصادية.


ويعتمد نجاح الدولرة في الأرجنتين على عدة عوامل، منها حجم الاحتياطي الأجنبي لدى البلاد، والقدرة على الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، والتزام الحكومة بتطبيق سياسات مالية سليمة.


المصدر : الشفافية نيوز