يواجه ملف التنقيب عن الغاز في لبنان العديد من التحديات، بما في ذلك عدم شفافية السلطات اللبنانية، والتدخل السياسي، والضغوط الإسرائيلية.


أعلنت شركة توتال الفرنسية، في وقت سابق، بقيادة تحالف من الشركات الدولية، بدء عمليات التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9، الذي يُعتقد أنه يحتوي على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.

وبدا أن الأمور تسير وفق ما هو مخطط له، حيث أعرب وزير الطاقة اللبناني وليد فياض عن تفاؤله بنتائج التنقيب، وتوقع أن يسهم الغاز في حل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان.

لكن سرعان ما تبددت هذه الآمال، حيث أعلنت شركة توتال الفرنسية، التي تقود التحالف المكلف بالتنقيب، أنها واجهت "صعوبات" في استكمال الحفر في الموقع المحدَّد، وطلبت تغيير الموقع.

وبعد تغيير الموقع، توقف الحفر مرة أخرى بعد أن وصلت شركة توتال إلى عمق 3900 متر، ولم تجد سوى الماء.

وأثارت هذه التطورات الكثير من التساؤلات حول أسباب توقف الحفر، وتشكيك البعض في وجود كميات تجارية من الغاز في البلوك رقم 9.

وحتى الآن، لا يزال مستقبل هذا الملف مجهولاً، حيث لم يتم الإفصاح عن نتائج التنقيب بشكل كامل.

وإذا ثبت وجود كميات تجارية من الغاز في البلوك رقم 9، فإن ذلك سيكون بمثابة فرصة كبيرة للبنان، حيث يمكن أن يسهم الغاز في حل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها.

لكن لتحقيق ذلك، يجب على لبنان أن يتجاوز التحديات التي تواجهه، وأن يسعى إلى الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية، وتوفير التمويل اللازم للتنقيب والإنتاج والتصدير.

فمن الضروري الإفصاح عن نتائج التنقيب بشكل كامل وشفاف، دون إخفاء أي معلومات أو بيانات.

وإشراك جميع الأطراف المعنية في إدارة الملف، بما في ذلك الحكومة والقوى السياسية والمجتمع المدني.

بالاضافة الى السعي للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية، بما يضمن حقوق لبنان في هذه المنطقة.

كما يجب توفير التمويل اللازم للتنقيب والإنتاج والتصدير، وذلك من خلال التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة.


المصدر : الشفافية نيوز