فرنسا تنسحب من النيجر بعد 10 سنوات من التدخل العسكري، في أعقاب انقلاب عسكري أطاح بنظام الرئيس المقرب من فرنسا.


انسحبت آخر مجموعة من القوات الفرنسية من النيجر، لتصبح بذلك ثالث بلد من بلدان الساحل (بعد مالي وبوركينا فاسو) يغادره الجيش الفرنسي. ويأتي هذا الانسحاب بعد سلسلة انقلابات عسكرية أطاحت بالحكم المدني في البلدان الثلاثة، وطالبت المجالس العسكرية الناتجة عنها برحيل القوات الفرنسية.

بدأت فرنسا تدخلها العسكري في مالي عام 2013، بهدف محاربة الإرهاب، لكن بعد مرور عشر سنوات، لم يحقق هذا التدخل النجاح المأمول، بل على العكس، فقد توسعت رقعة النشاط الإرهابي في المنطقة.

وإضافة إلى الفشل العسكري، فإن الانسحاب الفرنسي من النيجر ينبع أيضاً من رفض سياسي شعبي واسع النطاق. ففي السنوات الأخيرة، شهدت العواصم الثلاث (باماكو وواغادوغو ونيامي) مظاهرات واحتجاجات طالبت برحيل القوات الفرنسية.

ويرجع هذا الرفض إلى عدة أسباب، منها:

    اعتقاد الكثيرين أن فرنسا لا تزال تمارس هيمنتها على دول الساحل، وأنها تتدخل في شؤونها الداخلية.
    شعور الكثيرين بأن فرنسا لم تتمكن من تحقيق الأمن في المنطقة، وأنها فشلت في محاربة الإرهاب.
    اعتقاد الكثيرين بأن فرنسا تفرض شروطاً تعجيزية على الدول الأفريقية، مثل استخدام الفرنك الأفريقي.

يعكس انسحاب فرنسا من النيجر تراجعاً كبيراً لنفوذها في منطقة الساحل. ويبدو أن فرنسا بدأت تدرك أن سياستها التقليدية في المنطقة لم تعد تجدي نفعاً، وأن عليها أن تعيد النظر فيها.


المصدر : الشفافية نيوز