يعاني لبنان منذ سنوات من أزمة نزوح السوريين، والتي أدت إلى توترات اجتماعية وأمنية في العديد من المناطق. وقد تفاقمت هذه الأزمة في الآونة الأخيرة في منطقة بساتين العصي وكفرحلدا وبيت شلالا في محافظة الشمال، حيث أصبح عدد النازحين فيها يفوق عدد السكان اللبنانيين بعشرة أضعاف.


دى هذا الوضع إلى مخاوف من اندلاع صراع بين السكان اللبنانيين والنازحين السوريين، كما أثار تساؤلات حول قدرة السلطات اللبنانية على ضبط الأمن في هذه المنطقة.

وعلى الصعيد السياسي، دخلت بكركي على خط الأزمة، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مدير المخابرات في الجيش اللبناني طوني قهوجي، وصار الموضوع في عهدة الجيش. كما تحركت الكنيسة الأرثوذكسية ودير مار يوحنا الأرثوذكسي لتوعية الرعية على خطورة ما يحصل والتحرّك على الأرض.

أما على الصعيد الإداري، فقد قطع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي وعدًا بضبط حالة الفلتان في المنطقة. ومع ذلك، فإنّ معالجة هذا الملف تتطلب إجراءات إدارية وأخرى على الأرض.

وعلى الصعيد الأمني، فقد كثّف الجيش وأمن الدولة مداهماتهما في المنطقة، وقد ألقي القبض على عدد من الأشخاص.

 

وتكثر المخاوف من سماح رئيس بلدية كفرحلدا الدكتور أديب موسى بسياسة الدمج مع منظمات دولية منع وزير الداخلية التعامل معها، لكنها لا تزال تعمل في كفرحلدا. وعدا عن تسهيلات موسى للسوريين تبرز قضية تجنيد موسى مدرسة كفرحلدا الرسمية والمستوصف لخدمة الدمج.

 

إستقالة البلدية

وأمام الضغط الشعبي وتأخر رئيس البلدية في معالجة حالة الانفلاش السوري، باتت بلدية كفرحلدا بحكم المستقيلة بعد تقدّم كل من العضوين نجيب الإهمجاني ووسام مزرعاني باستقالتيهما أمام قائمقام البترون روجيه طوبيا.

ولحظة تأكيد الاستقالة، تنتقل صلاحيات البلدية كاملةً إلى قائمقام البترون ويستطيع إتخاذ القرارات التي لم يتجرأ موسى على اتخاذها، والتي تساهم في ضبط حالة الفلتان واستباحة البلدات والسهل.

 

لا يكشف ملف بساتين العصي وكفرحلدا وبيت شلالا عمق الأزمة واجتياح النازحين مناطق لبنانية فحسب، بل يسلّط الضوء على الفساد في بعض البلديات والمحافظات والإدارات والتخاذل في تطبيق القوانين.


المصدر : الشفافية نيوز