تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، حيث باتت تتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية، ما يشي باحتمال انزلاق لبنان إلى الحرب الدائرة في غزة.


ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن إسرائيل تسعى لاستدراج لبنان إلى الحرب، من أجل إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، لتوفير الأمن والاطمئنان لمستوطنات الشمال القريبة من الحدود اللبنانية.

في المقابل، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا جدية على إسرائيل لمنع توسيع دائرة الحرب في اتجاه لبنان، ورضخت إسرائيل لهذه الضغوط، لكنها لا تزال قلقة من أن يستغل حزب الله هذا الوضع لشن حرب وتصعيد ضد الجيش الإسرائيلي، ما يعزز احتمال وقوع مواجهات واسعة يتأثر بها لبنان بشكل مباشر.

وأعربت المستويات الرسمية في لبنان عن عدم نيتها الانخراط في حرب لا تتحمل آثارها وتداعياتها، لكن حزب الله، الذي شملته لقاءات الموفدين في لبنان والفرنسيين على وجه الخصوص الذين حذروا من مخاطر هذا التصعيد واحتمالات نشوب حرب واسعة، لم يقدم ما يبدد هذا القلق.

وفي هذا السياق، أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون، صحة الضغوط الأمريكية على حكومة نتنياهو لمنع توسيع دائرة الحرب، ليس خوفًا على لبنان وحسب، بل لأن في اعتقاد واشنطن كما باريس والدول الاوروبية والعربية أن الأمر إن حصل قد يؤدي لدخول محور الممانعة برمته المعركة التي قد يعرف كيف تبدأ ولكن لا يعرف كيف تنتهي.

وأضاف شمعون: "أعتقد أن زيارات المسؤولين الفرنسيين المتتالية لبيروت حملت رسائل في هذا السياق التحذيري. علما أن واشنطن فوضت باريس للعب دور على مستوى تطبيق القرار 1701 كاملا وابعاد حزب الله لما بعد نهر الليطاني مقابل تسوية للنقاط الحدودية العالقة جنوبا وانسحاب إسرائيلي من باقي الأراضي المحتلة في تلال كفرشوبا والمزارع والجزء المحتل من بلدة الغجر. إضافة إلى توسيع مهام اليونيفيل كأن تنتشر قوات فرنسية مع الجيش اللبناني وصولا إلى الليطاني مقابل انتشار قوات أمريكية في الجانب الإسرائيلي بما يؤدي إلى وقف النزاع العسكري بين لبنان وإسرائيل".

وبحسب المعلومات، فإن حزب الله لم يرفض هذا المقترح، لكنه يشترط وقف الحرب على غزة قبل أي حديث آخر.

وخلص شمعون إلى أنه "في اعتقادي أن هذه المشهدية سوف تجد طريقها إلى التنفيذ بعد وقف الحرب على غزة، سيما وان حزب الله يعلم جيدا وجود إرادة أمريكية واوروبية واسرائيلية لمنع استمرار وجوده العسكري في الجنوب على ما هو عليه راهنا إذ يحول دون عودة سكان المستوطنات في الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم، وهذا ما لن يسمح به".


المصدر : الشفافية نيوز