تعبر حياة النازحين في قطاع غزة عن تحديات شديدة في الحصول على مياه صالحة للشرب. الشاب أكرم يواجه صعوبات في تعبئة المياه بسبب المحدوديات والقيود على الكميات. يجد النازحون مصدرًا آمنًا للمياه في منطقة شمال المواصي، حيث يتم تحلية المياه بشكل فعّال. في المقابل، يلعب أبو فتحي دورًا بطوليًا بتشغيل محطة تحلية بالطاقة الشمسية لتوفير المياه الصافية، وسط صعوبات مستمرة.


أمام تحديات النزوح في قطاع غزة، يجد الشاب أكرم العقاد نفسه في صفوف طابور طويل، جنبًا إلى جنب مع نازحين من جميع الأعمار. يأتون من أماكن بعيدة وقريبة في منطقة المواصي، غرب مدينة خان يونس، لتعبئة غالونات المياه التي جلبوها معهم، سعيًا لتأمين مياه صالحة للشرب. 

تقرير أعدته وكالة أنباء العالم العربي يكشف عن المأساة التي يعيشها هؤلاء النازحون، حيث تظهر المياه القريبة غير صالحة للشرب وتفتقر إلى عمليات تنقية. ويقوم أكرم بمسافة تصل إلى كيلومترين يوميًا لتعبئة المياه، ويرفع غالونين لعائلته وأشقائه الخمسة.

الوضع يتطلب زيارتين على الأقل لتوفير احتياجات المياه للعائلة التي تضم 82 فردًا، وهو ما يعتبر تحديًا كبيرًا نظرًا للقيود المفروضة على كمية المياه التي يمكن تعبئتها لكل عائلة. 

وفي رحلة البحث عن مياه نظيفة، اكتشف أكرم مصدرًا جديدًا في منطقة شمال المواصي، يوفر مياهًا نظيفة بفضل نظام تحلية خاص. هذا المصدر أصبح لهم ملاذًا آمنًا من المياه الملوثة التي أدت إلى إصابة العديد منهم بأمراض خطيرة.

ومع الطوابير المتزايدة للحصول على مياه الشرب طوال النهار، يرى أكرم أن تأمين مياه صالحة للشرب يعد أهم من الطعام. ويشير إلى أن توفير المياه يشكل تحديًا يوميًا يتطلب جهدًا كبيرًا، ولكنه يعد ضروريًا للحفاظ على صحة الأسرة في ظل الأوضاع الراهنة.

على الجانب الآخر، يظهر أبو فتحي الأغا، مزارعًا في المنطقة، كبطل يسعى لتوفير المياه للنازحين. يدير محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية، وتوفر يوميًا 15 ألف لتر من المياه النقية. يشير إلى أن الأزمة تتفاقم خلال أيام المطر بسبب انقطاع الطاقة الشمسية، ما يدفعه لشراء الوقود بأسعار مضاعفة لتشغيل مولد الكهرباء.

بالنهاية، تبدو حالة أبو فتحي وجهوده لتوفير المياه النقية كأمل بسيط في وسط هذه الأوضاع الصعبة، وتعكس تحديات النازحين في الحصول على أساسيات الحياة في ظل النزوح والظروف الصعبة في قطاع غزة.


المصدر : الشفافية نيوز