يشهد العالم تطوراً سريعاً في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح حقيقة لا خيالاً علمياً، ودخل في مجالات الحياة اليومية والحضارة الإنسانية. ورغم مزاياه العديدة، إلا أنه يطرح العديد من التحديات، ومن بينها مخاطر اقتباس الإنتاج الفكري والابتكارات وتحويرها واستخدامها بدون أي رقيب أو حسيب.


أبرمت شركات كبرى متخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي صفقات لضمان الحقوق المرتبطة باستخدام محتوى معين، إلا أنّ غالبية البيانات والصور والنصوص والأصوات استُخدمت من دون الحصول على موافقة صريحة.

لهذا السبب، عمد عدد من الفنانين إلى إدخال تغييرات إلى أعمالهم حتى تُصبح غير قابلة للاستخدام، وذلك بمساعدة باحثين جامعيين.

ومن هؤلاء الفنانين بالوما ماكلين، وهي رسامة أمريكية بدأت برامج كثيرة للذكاء الاصطناعي تحاول ابتكار صور مستوحاة من أسلوب عملها، مع أنّ الفنانة لم توافق على ذلك ولا تستفيد منه مادياً.

سعياً منها إلى الحد من استغلال أعمالها، استعانت ماكلين ببرنامج "غليز" لإضافة عناصر "بيكسل" غير المرئية للعين المجردة إلى أعمالها، بهدف تعطيل عمل الذكاء الاصطناعي.

يقول بن تشاو الباحث في جامعة شيكاغو الذي أنشأ فريقه برنامج "غليز" إنه يحاول توفير الأدوات التكنولوجية لحماية المبتكرين من "إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية".

هناك أيضاً مبادرات أخرى في هذا المجال، منها برنامج "كودورو" الذي ابتكرته شركة "سبانينغ" لرصد محاولات جمع الصور عبر المنصات المتخصصة.

ويمكن للفنان إما وقف إتاحة أعماله أو إرسال صورة غير تلك المطلوبة، وهو ما يشكل "تسميماً" لنموذج للذكاء الاصطناعي والتأثير على مدى موثوقيته.

أما بالنسبة لحماية الأصوات، فقد ابتكر باحثون من جامعة واشنطن برنامج "أنتي فايك" الذي يعمل على إضافة أصواتٍ غير محسوسة للأذن البشرية، مما يجعل تقليد الصوت البشري أمراً معقداً ولا بل مستحيلاً.


المصدر : الشفافية نيوز