اللبنانيون يودعون عام 2023، الذي كان عامًا بائسًا، تفاقمت فيه الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية.


يودع اللبنانيون آخر أيام العام 2023، غير آسفين على طي صفحته الأخيرة، بكل ما كان يحمله من أزمات اقتصادية ومالية ومشاكل اجتماعية ومعيشية، تفاقمت في أشهر العام المنتهي، وتفاقم معها العجز الرسمي عن الولوج إلى أبواب الحلول الناجعة، والمطلوبة من الناس في الداخل، ومن الدول والمؤسسات المانحة في الخارج.

الفراغ الرئاسي مستمر

لم يحمل العام المتواري في الساعات القليلة المقبلة، أي بوادر انفراج في الملف الرئاسي، حيث مازال الفراغ منتشراً في أنحاء قصر بعبدا، وفشل النواب عبر 14 جلسة نيابية في انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. ولم تُفلح اجتماعات دول اللجنة الخماسية: الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة السعودية، وفرنسا، ومصر، وقطر، في تحديد خريطة طريق حاسمة للانتخابات الرئاسية في لبنان، ولم يتمكن موفدوها من تحقيق أي اختراق في جدار أزمة الثقة بين الأطراف السياسية، التي تسببت خلافاتها الأنانية والشخصية، في تعطيل عجلة الدولة، ومقاطعة جلسات التشريع النيابية، وتحويل معظم جلسات مجلس الوزراء إلى لقاءات تشاورية، بعد تكرار ظاهرة تطيير النصاب عن سابق تصور وتصميم.

إضرابات القطاع العام مستمرة

إضرابات موظفي القطاع العام حجبت عن خزينة الدولة مئات المليارات من الليرات، التي كانت المالية العامة بحاجة لها لتأمين رواتب موظفي الدولة. كما أدت إضرابات المعلمين في المدارس الرسمية إلى تطيير نصف العام الدراسي على الأقل. وبقيت الدولة حائرة في أمرها في كيفية تدبير معاشات الموظفين والعسكريين كل آخر شهر، دون زيادة الضغط على ما تبقّى من احتياطات البنك المركزي.

الجيش اللبناني يطوي عامًا حافلًا بالإنجازات

لولا التمديد في اللحظات الأخيرة لقائد الجيش في مجلس النواب، لصح القول بأن العام الذي نطوي اخر صفحاته غداً، كاد أن يكون فارغاً من أي إنجاز. ومع ذلك فقد انضم إلى السنوات العجاف التي يتخبط في انهياراتها لبنان منذ تشرين الأول 2019.

تصعيد على الحدود الجنوبية

ولعل أخطر ما شهده العام المتهاوي، هذا التسخين المتدحرج على الحدود الجنوبية مع العدو الإسرائيلي، على خلفية حرب الإبادة الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة. هذا التسخين وضع البلد على برميل بارود قابل للانفجار في غفلة من الضغط الأميركي على تل أبيب، طالما بقيت الحرب الإسرائيلية على غزة، تدور في متاهات الخسائر الفادحة، والفشل في تحقيق أهدافها المستحيلة إسرائيلياً.

هل سيكون العام الجديد أفضل؟

ولكن هل سيكون العام الجديد أفضل من العام المنصرم؟


المصدر : الشفافية نيوز