17 يوماً مرت على انطلاق قارب الهجرة غير النظامية من شواطئ شمال لبنان باتجاه قبرص، وعلى متنه 85 شخصاً معظمهم من الجنسية السورية. ومنذ ذلك الحين، لا يزال مصير الركاب مجهولاً، وسط مخاوف من تعرضهم للغرق أو الترحيل إلى سوريا.


في 12 ديسمبر الجاري، انطلق أربعة قوارب للهجرة غير النظامية من شواطئ شمال لبنان باتجاه قبرص. ووصل ثلاثة منها إلى قبرص بأمان، فيما لا يزال مصير القارب الرابع غامضاً.

ووفقًا لتقارير إعلامية، كان على متن القارب المفقود 85 شخصاً، بينهم 35 طفلاً و50 رجلاً وامرأة. وكان معظم الركاب من الجنسية السورية، وقد دفعوا مبالغ مالية تتراوح بين 2500 و3000 دولار أميركي لكل منهم.

وتواصلت عائلات الركاب مع المنظمات الحقوقية، طالبةً مساعدتها في معرفة مصير أبنائهم. وتقدمت منظمة "سيدار للدراسات القانونية" بشكوى إلى النيابة العامة التمييزية في لبنان، لتثبيت آخر ظهور للركاب في المياه الإقليمية قبل انقطاع الاتصالات بهم.

وأعرب الحقوقي سعد الدين شاتيلا، مسؤول المناصرة في مركز "سيدار"، عن خشيته من إعادة هؤلاء الركاب مباشرة إلى سوريا، "لأنه في حال عادوا إلى لبنان، يمكن للأهالي التأكد من مصيرهم وحالتهم، ولكن هذا الأمر سيصبح أصعب في حال إبعادهم إلى سوريا".

وتأتي عمليات الهجرة غير النظامية من لبنان إلى قبرص في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية في لبنان، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ودفعت العديد من الأشخاص إلى البحث عن مستقبل أفضل في أوروبا.

وكانت قبرص قد أعلنت في يوليو الماضي عن ترحيل 237 سورياً إلى لبنان، بعد أن وصلوا إلى الجزيرة بطريقة غير شرعية.

ويخشى الحقوقيون من أن يتم ترحيل الركاب المفقودين إلى سوريا، حيث يواجهون خطر التعرض للاعتقال أو التعذيب أو القتل.

ومن جانبها، تحاول السلطات اللبنانية، بالتعاون مع المنظمات الحقوقية، معرفة مصير الركاب المفقودين.


المصدر : وكالات