ساعات قليلة تفصلنا عن بداية عام جديد، يستقبله اللبنانيون بأمل يتجدد مع بداية كل عام بأن يأتي الخلاص وتُحل الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية التي أثقلت كاهلهم سنوات طوال، إذ لم يبقَ لهم سوى الأمل والرجاء.


 

في عام 2023، مر لبنان بظروف صعبة كسابقيه، وودعه اللبنانيون على قلق وخوف في ظل أوضاع دقيقة على كل الصعد، تزيد من خطورتها نذر حرب تلوح جنوباً.

على الصعيد السياسي، أضاع لبنان فرصة انتخاب رئيس للجمهورية، وهي فرصة ثمينة جداً خاصة بعد حرب غزة حيث كان يفترض بالقوى السياسية أن تتوحد لإنجاز هذا الاستحقاق. لكنهم أضاعوا فرصة انتخاب الرئيس وفرصة انتظام المؤسسات وفرصة توقيع العقد مع صندوق النقد الدولي والبدء بورشة الإصلاحات لإنعاش الاقتصاد اللبناني، وهذا كله سيبقى متعثراً طالما ليس هناك رئيس جمهورية.

ويرى النائب أديب عبد المسيح أن لو تم انتخاب الرئيس لكان لبنان وفرّ على نفسه الكثير من الخسائر، والهبوط بمستوى الاحتياطي بالعملة الأجنبية قبل إنتهاء ولاية حاكم البنك المركزي السابق رياض سلامة، وزيادة الفقر، وتحسن النمو. لذلك يمكن اعتبار 2023 سنة المخاض للبنان واللبنانيين، علّ أن ينته هذا المخاض سنة 2024 لأن الحل موجود، لكنه يتطلب وقفة شجاعة ومسؤولة من الجميع.


أما اقتصادياً، فقد شهد لبنان عدة محطات أبرزها:

-استقرار سعر صرف الدولار بعد أن بلغ 142 ألف ليرة في آذار الماضي.
-نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واستلام الدكتور وسيم منصوري الحاكمية بالإنابة، وانتهاج سياسة جديدة مختلفة عن السياسات القديمة.
-تقديم قانون الموازنة العامة بالتوقيت الدستوري السليم.
واعتبر الخبير المالي والاقتصادي أنطوان فرح أن هذه المحطات إيجابية، لكن هناك محطات سلبية أبرزها:

-عدم إقرار خطة التعافي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
-تداعيات الحرب على غزة على الاقتصاد اللبناني.
واعتبر فرح أن ما هو مرتقب في عام 2024 هو إقرار خطة للتعافي، حتى لو كان صندوق النقد منشغلاً بسبب الحرب أو غير قادر على عقد اتفاق، لكن يجب تحضير الأرضية وتحضير خطة للتعافي تكون جاهزة وكاملة وتشمل كل الأمور من الانتظام المالي وانتظام العمل المصرفي والكابيتول كونترول، وخطة خمسية لتطوير الاقتصاد.**

وإذ كانت سلبيات العام 2023 أكثر من الإيجابيات على لبنان، فإن الأمل يجب أن يبقى، والرجاء بأن يعي البعض أن انتخاب رئيس جمهورية وانتظام عمل المؤسسات بدون تأخير هو السبيل الوحيد للخلاص.


المصدر : الشفافية نيوز