أصبح من الواضح أن الشرق الأوسط سيشهد تغييرات كبيرة بعد نتهاء حرب غزة. يعتقد المحللون السياسيون أن المنطقة ستواجه تحولات جذرية، وكذلك يتم التشديد على ضرورة أن تكون الدول المحيطة مستعدة للمشاركة في الحل لكي لا يتم تحميلها التكاليف. هل لبنان مستعد لهذا التحول؟


يتواجد اليوم قوات الأمم المتحدة اليونيفيل والجيش اللبناني بما يقارب 15,000 جندي على الحدود الجنوبية للبنان و8000 جندي من الجيش اللبناني. ورغم هذا الانتشار الواسع والدوريات المستمرة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تأمين منطقة عازلة. يثبت ذلك أن الأمن في المنطقة لا يزال هشا ومحتاجا إلى المزيد من الجهود.

بالرغم من وجود جدار الفصل حول قطاع غزة في الماضي، إلا أن المظاهرات كانت تحدث حوله بشكل أسبوعي. وكانت التحضيرات للعمليات العسكرية تجري تحت أنظار العدو الإسرائيلي، إلا أنه لم يتمكن من إيقافها. هذا يظهر أن الحديث حول "اليوم التالي" لغزة ليس بيد إسرائيل ولكنه يعتمد على الأطراف المختلفة والعوامل الأخرى.

أكد العميد المتقاعد ناجي ملاعب لوسائل الإعلام أن الجميع يتحدثون عن اليوم الثاني من أحداث غزة، ولكن الصورة غير واضحة حتى الآن وهناك صعوبات تواجهها جميع الأطراف.

 تتمثل إحدى هذه الصعوبات في عدم تحقيق إسرائيل أهدافها اللازمة للسيطرة على يوم الثاني من غزة. بناءً على ذلك، يعتبر الوجود الإسرائيلي المستمر في غزة عبئًا على تل أبيب، وفقًا لآراء وسائل الإعلام العالمية.

 لذلك، يفضل أن تنسحب إسرائيل تمامًا من غزة وتترك المسؤولية لإعادة إعمار البنى التحتية والمستشفيات ورعاية الجرحى، واستعادة الحياة الطبيعية في القطاع. فلماذا يجب أن تتحمل إسرائيل هذه المسؤولية؟ وعلاوة على ذلك، يتحدثون أيضًا عن منطقة عازلة في غزة تمتد لكيلومتر بطول وتتراوح بين 5 و 7 كيلومترات في عرضها. فأين سيعيش سكان غزة في حال قطع أرضهم؟ إذ يعيشون بالأصل في أماكن مكتظة بالسكان وتعتبر ذات أعلى كثافة سكانية في العالم.


المصدر : وكالات