حمل الإستهداف الإسرائيلي، لقيادي في حركة حماس، صالح العاروري، ومن معه من قادة كتائب القسام في قلب الضاحية الجنوبية، رسائل سياسية عميقة، منها اعتباره اختراقًا مباشرًا لحزب الله في عُقر دارهم.


سيطر الخوف على سكان منطقة الضاحية الجنوبية بعد الانفجار المفاجئ الذي وقع على أوتوستراد هادي نصرالله مساء أمس. وما إن تبين بأنه استهداف إسرائيلي للقيادي في حركة حماس صالح العاروري ومن معه من قادة كتائب القسام حتى نزحت عشرات العائلات من سكان المنطقة إلى بيروت خوفًا من وقوع انفجار ثانٍ، أو من أن تكون المنطقة ملاذًا آمنًا لقادة حماس، وبالتالي خافوا من تحول المنطقة إلى ساحة لاستهداف هؤلاء القادة.


أعاد هذا الانفجار الذي تزامن مع الذكرى الرابعة لاغتيال قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ذاكرة سكان المنطقة إلى سلسلة الانفجارات الإرهابية التي حدثت في مناطق مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت (المريجة، الرويس..) خلال عامي 2013 و2014. وعلى الرغم من تشابه مشاهد الدمار إلى حد ما، إلا أن هذا الانفجار كان مختلفًا، لأنه استهداف إسرائيلي مباشر للضاحية الجنوبية، وذلك في ظل النزاع العسكري المستمر في جنوب لبنان، بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي.


أمضى أهالي المنطقة ساعات في حالة من الهلع والخوف الذي لم ينتهِ بعد، والذي قد يستمر لأسابيع طويلة، في ظل التصعيد الأمني في جنوب لبنان.
حمل هذا الانفجار رسائل سياسية عميقة ستترجم خلال الأيام المقبلة، ومن بينها اعتباره اختراقًا مباشرًا لحزب الله في عُقر دارهم. فخرجت العائلات من المنطقة خوفًا على أطفالها وتجنبًا لتصعيد إسرائيلي محتمل في الضاحية الجنوبية. وتجلى الخوف بأشكال متنوعة، مثل صراخ الأطفال وابتعاد المارة عن مكان الانفجار وزحمة السير جراء تنقل السيارات بشكل عشوائي. هذا عدا عن قرار بعض العائلات بالخروج من المنطقة والتوجه نحو بيوت أقاربهم في بيروت، مما يشير إلى عدم استعداد المنطقة لخوض حرب جديدة مع إسرائيل، نظرًا لأسباب كثيرة، من بينها تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على لبنان منذ أكثر من5 سنوات.


المصدر : Transparency News