عطالله وهبي - كاتب ومحلل سياسي


أثبت السلاح الإيراني في لبنان "الخاضع" و "المحكوم" بقواعد الاشتباك، " أنّه منفصل تمامًا عن القضية الفلسطينية التي يُدّعى زورًا أنّه يخدمها. لا بل أكثر من ذلك، لقد أثبتت التجربة مع هذا السلاح  أنّ الهدف منه القبض على المصلحة الوطنية اللبنانية لتحقيق مصالح إيران في المنطقة، وفي طليعتها التمدد في العمق العربي وتعزيز موقفها التفاوضي لفك الحصار المفروض عليها منذ عام 1979.
هذا السلاح، الذي يُجري مفاوضات باسم إيران مع الولايات المتحدة حول الترسيم البحري، سيتولّى المفاوضات نفسها حول الترسيم البري للسيطرة على الواقع السياسي في لبنان بما يخدم المصالح الإيرانية في المنطقة.
لبنان لم يعد قادرًا أن يكون صندوق بريد إيراني مفتوح في الجنوب بعد انتهاء حرب غزة، خصوصًا وأنّ دور الجبهة الشمالية الإسرائيلية مع لبنان قد انتهى كصندوق بريد إيراني قابل للاشتعال والابتزاز، لأنّ "جيرالد فورد" ألغت دوره بعد ٧ أكتوبر في تهديد أمن إسرائيل بشكل دائم.
أما وقد انتهى دور إيران في لبنان تمامًا، حان الوقت لإعادة النظر في دور الدولة اللبنانية بعد فقدان السلاح الإيراني دوره في لبنان، وأصبح بلا قيمة، وتحوّل دوره من سلاح استراتيجي للاستغلال الأمريكي عبر إسرائيل، إلى سلاح لا يكترث به العالم أو يُقدّره، بعد أن سقط عسكريًا، وبات قادرًا فقط على تهديد وترهيب النظام السياسي اللبناني والتهديد بحروب أهلية.
اليوم انتهى دور حزب الله على الساحة الإقليمية، وسيتجه نحو تحقيق التوازنات الداخلية لتحقيق مكاسب داخلية بعد خسارته في المعركة الخارجية. وسيسعى إلى التسوية أو الاتفاق البري بعد البحري، لأنّه يعلم أنّه لا يمكن استخدام سلاحه لتهديد أمن إسرائيل مرة أخرى.
نعم، يمكن استيعاب عودة حزب الله إلى لبنان بالتأكيد، ولكن بشروط لبنان:
تطبيق الدستور
الالتزام بالشرعية الدولية
الالتزام بالشرعية العربية