تصاعدت المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تراجع الاستحقاق الرئاسي إلى مرتبة خلفية. ويراهن حزب الله على تحقيق نصر عسكري في الجنوب لإيصال مرشحه فرنجية إلى الرئاسة، بينما ترفض المعارضة هذا السيناريو وتدعو إلى انتخاب رئيس فعلي قادر على إنهاء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة إصلاحية.


ما زالت المواجهات الدائرة على الجبهة الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل تتصدّر واجهة الأحداث في لبنان، حيث تصاعدت حدتها في الأسابيع الأخيرة مع بدء إسرائيل استهداف مواقع الحزب ومنازل المدنيين في الضاحية الجنوبية.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات العسكرية والأمنية قد أدت إلى تراجع الاستحقاق الرئاسي إلى مرتبة خلفية، حيث كانت الآمال قائمة على أن يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إحياء مبادرته التي أطلقها في الذكرى السنوية لإخفاء الإمام موسى الصدر، والتي تقوم على إجراء حوار لمدة 7 أيام للتوافق على اسم رئاسي يليه في حال عدم التوافق عقد جلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

ولكن قوى المعارضة، وعلى رأسها القوات اللبنانية، ترى أن هذه المبادرة قد فشلت في تحقيق أهدافها، وأن هناك حاجة إلى خرق في جدار الاستحقاق الرئاسي، وذلك من خلال عقد جلسة حاسمة لانتخاب الرئيس.

وفي هذا الإطار، طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي سيعود إلى بيروت قريباً، والمندوب القطري أبو فهد جاسم آل ثاني، خيار ثالث غير مرشحي حزب الله وتيار المستقبل، وهما سليمان فرنجية وجهاد أزعور.

غير أن حزب الله لم يقدّم أي مؤشرات إيجابية لناحية موافقته على الخيار الثالث، حيث ما زال متمسكاً بخيار فرنجية. ويستند الحزب في موقفه هذا إلى عاملين رئيسيين: الأول هو اعتباره أن نتيجة المواجهات العسكرية في الجنوب ستأتي لصالحه، والثاني هو تقديره أن الاتصالات الأميركية والفرنسية لمنع توسّع رقعة الحرب وامتدادها إلى لبنان ستفضي في نهاية المطاف إلى تسوية مع إيران يستفيد منها حزب الله لمقايضة الرئاسة بوقف إطلاق النار في الجنوب وتطبيق القرار 1701.

من جهتها، ترفض قوى المعارضة رهانات حزب الله وسردياته السياسية، وتستهجن وضعه الحالي حيث باتت إسرائيل تستهدفه في عرينه في قلب الضاحية وفي قلب القرى الحدودية فيما هو مكبّل وغير قادر على الرد.

ويرى مراقبون أن حزب الله قد لا يستجيب لدعوات المعارضة ويقبل الاحتكام إلى الآليات الدستورية لانتخاب الرئيس. وفي هذه الحالة، فإن لبنان سيبقى في حالة من الجمود السياسي، حيث لن يكون هناك رئيس قادر على اتخاذ القرارات اللازمة لإنهاء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة إصلاحية.

ويرى البعض أن إنهاء هذا الملف وانتخاب رئيس من ضمن الخيار الثالث وتشكيل حكومة إصلاحية فاعلة هو أمر مفيد وبغاية الأهمية حالياً من أجل إيجاد مرجعية في البلاد تحت مظلة الشرعية الدولية تواكب التطورات وتكون حاضرة على الطاولة في أي مفاوضات تتعلق بمصير المنطقة وباستقطاب الدعم العربي والدولي لخطة التعافي.


المصدر : Transparency News