في خطابه الأخير، أعلن أمين عام حزب الله أنّ الهجمات التي شَنّها الحزب في 8 أكتوبر كانت لمنع هجوم إسرائيليّ مفاجئ على لبنان. هذه التصريحات تطرح تساؤلات جوهريّة حول مدى واقعيّة هذا الإدعاء، خاصةً بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر وإنشغال الإسرائيلي بكيفيّة الردّ في غزّة.


في خطابه الأخير، أعلن أمين عام حزب الله أنّ الهجمات التي شَنّها الحزب في 8 أكتوبر كانت لمنع هجوم إسرائيليّ مفاجئ على لبنان. هذه التصريحات تطرح تساؤلات جوهريّة حول مدى واقعيّة هذا الإدعاء، خاصةً بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر وإنشغال الإسرائيلي بكيفيّة الردّ في غزّة.

من الناحية الاستراتيجيّة، يبدو قرار فتح جبهة جديدة مع لبنان، بينما تُواجه إسرائيل بالفعل تحدّيات على جبهة أخرى، غير محتمل لأسباب تتعلّق بتوزيع الموارد والمخاطر العسكرية. فإذا كانت إسرائيل تُحضِّر لهجوم مُفاجئ على لبنان فلماذا تختار التراجع بعد هجمات 8 أكتوبر التي يمكن اعتبارها حجّة مناسبة لتبرير حرب أكبر كانت ظروفها الدولية موجودة؟

يبدو أن تصريحات حزب الله تخدم أهدافًا داخليّة أكثر منها واقعًا عسكريّاً محتملاً. إن إعلانه عن إحباط هجوم إسرائيليّ محتمل يمكن أن يُفسَّر كجزء من استراتيجية سياسية لتقوية موقفه داخل لبنان وكسب الدعم الشعبي خصوصاً بعد أن عَلَت أصوات في الداخل مُندِّدةً بمناوشات الجنوب. يُعزِّز هذا الإدعاء صورته كحامي للبنان، مما يمنحه مبرِّراً للتحركات العسكرية ويخلق إحساسًا بالأمان لدى جمهوره.

مواقف الحزب المتناقضة القائمة على التبريرات المتتالية تَتطلّب منه نقداً ذاتيّاً لأجندته وعليه أن يخرج من إلتزاماته الخارجية المُدمٍّرة ويلتزم بمصلحة لبنان أولاً وأخيراً. شبابه يموت في سبيل أيديولوجيا بائدة أثبتت الأيام أنها لن تمرّ على اللبنانيين.


المصدر : Transparency News