أفاد تقرير جديد صادر عن منظمة "كاميناندو فرونتيراس" الإسبانية غير الحكومية، بأن ما لا يقل عن 6618 مهاجراً قضوا أو فقدوا خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عام 2023، وهو أعلى رقم تسجله المنظمة منذ عام 2007.


 وشهد هذا الرقم ارتفاعاً بنحو ثلاث مرات عما سُجّل سنة 2022، ويُعدّ الأعلى الذي تسجله المنظمة غير الحكومية منذ بدء إحصاءاتها عام 2007.

وأوضح التقرير أن غالبية حالات فقدان المهاجرين الذي كانوا متوجّهين إلى إسبانيا (6007 من المجموع) سُجّلت في طريق الهجرة الخطر جداً بين سواحل شمال غرب إفريقيا وأرخبيل الكناري، في المحيط الأطلسي.

ويخوض المهاجرون هذه الرحلة الممتدة مئات الكيلومترات والتي تستغرق أياما عدة لا بل أسابيع، على متن قوارب متداعية مزدحمة.

وإذا انحرف مسار القارب إلى الغرب أو أخطأ في مساره إلى جزر الكناري، أو إذا لم يرصده عناصر الإغاثة، يواجه ركّابه الغرق أو الموت جوعاً أو عطشاً أو يعانون انخفاضاً في درجة حرارة أجسامهم.

وأشار التقرير إلى أنّ المهاجرين الذين فقدوا خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا غادروا بدايةً سواحل السنغال، البلد الذي يواجه منذ عامين اضطرابات سياسية عنيفة ويشهد راهناً موجات هجرة نحو جزر الكناري.

وأحصت المنظمة غير الحكومية 611 حالة وفاة أو فقدان خلال العام الفائت على طريق الهجرة الذي يربط المغرب والجزائر بسواحل جنوب إسبانيا. وأحصت 363 امرأة و384 طفلاً من بين الضحايا خلال العام الفائت.

وتأتي هذه الأرقام في ظل تضاعف عدد المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى إسبانيا في العام 2023، ليصل إلى 56852 شخصاً، في تدفق غير مسبوق للمهاجرين الى أرخبيل جزر الكناري.

ونددت "كاميناندو فرونتيراس" بهذه "الأرقام المخزية"، منتقدةً فكرة أنّ السلطات الإسبانية أو سلطات الدول التي يتحدر منها هؤلاء المهاجرون، تفضّل "الرقابة على الهجرة" بدل "الحق في الحياة" لهؤلاء الأشخاص الذين يبحثون عن حياة أفضل في أوروبا، ولا توفّر موارد كافية لعناصر الإغاثة.

وطالبت المنظمة الإسبانية غير الحكومية بـ"اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع المزيد من الضحايا"، من بينها زيادة الموارد المخصصة لعمليات الإنقاذ في البحر، وتحسين التعاون بين السلطات الإسبانية والسلطات الأوروبية الأخرى.


المصدر : Transparency News