يُفترض أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري حامي مصالح الوطن، لكن الواقع يشير إلى تحيّزه لحزب الله، وهذا التعنّت في دعم ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لا يختلف عن إصرار حزب الله على أن مناوشات الجنوب تصبّ في مصلحة اللبنانيين.


المعركة اليوم ليست ضدّ شخص سليمان فرنجية، الذي نحترمه كفرد، بل ضدّ الثنائي الشيعي الساعي للهيمنة على البلاد من خلال شخصيّة تابعة لهما. لم ينسَ بعد اللبنانيون عهد ميشال عون، الذي رغم قوّته النيابية والشعبية، لم يفلح في كَبح جماح حزب الله. اليوم، الثنائي الشيعي يحاول إيهام الداخل بقوّته، لكنّ الشعب لم يعد يأخذهم على محمل الجدّ وهذا ما أفقدهم صوابهم ودفعهم للضغط للمجيء برئيس قبل أن يرى الشعب حقيقة تخبطهم في المفاوضات. الحروب والمفاوضات مع الخارج، مهما حاولوا، لن توصلهم إلى قصر بعبدا فهذا أمر مبدئي. الشعب اللبناني متعب من تلاعب الثنائي بالسياسة وفرض إرادته، رفض سليمان فرنجية هو رفض لتعنتهم ومحاولاتهم اليائسة للهيمنة.

يحاول هذا الثنائي الآن وضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع، مُتناسين أن لبنان اليوم في أمسّ الحاجة للدعم الخارجي والاستثمارات لإعادة النهوض. يتساءل المرء، كيف يمكن للثنائي الذي يُعادي ويُشيطِن دول العالم، ولا يملك علاقات جيدة سوى مع إيران وسوريا وفنزويلا، أن يتوقع جذب الاستثمارات الدولية؟ 

الاستعجال في انتخاب فرنجية يكشف عن الرغبة في "واجهة" تُخفي ضعف الثنائي الشيعي. يسعون لاحتلال الدولة بالوكالة، ويبحثون عن رئيس تابع يَسكَر بالسلطة ويفتح لهم المجال للتحكم بالدولة.


المصدر : Transparency News