شهدت فرنسا انخفاضاً حاداً في عدد الولادات في عام 2023، حيث سجلت أدنى مستوى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وبحسب أرقام المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، فقد ولد 678 ألف طفل في فرنسا العام الماضي، بانخفاضٍ نسبته 6.6 في المائة عن العام السابق. وبذلك، تراجع عدد الولادات في فرنسا إلى أدنى مستوى له منذ عام 1946، عندما بلغ 668 ألف مولود.


انخفض معدل الخصوبة في فرنسا أيضاً إلى 1.68 طفل لكل امرأة، بانخفاضٍ نسبته 5.4 في المائة عن العام السابق.

ويُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها:

  • ارتفاع سن الزواج والحمل في فرنسا.
  • زيادة معدل البطالة وانخفاض الأجور.
  • ارتفاع تكاليف المعيشة.

وعلى الرغم من هذا الانخفاض، إلا أن فرنسا لا تزال الدولة الأكثر خصوبة في الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ معدل الخصوبة فيها 1.84 طفل لكل امرأة في عام 2021.

وساهمت الهجرة أيضاً في نمو سكان فرنسا، حيث بلغ صافي الهجرة إلى البلاد 183 ألف شخص في عام 2023.

وبذلك، بلغ عدد سكان فرنسا أكثر من 68.4 مليون نسمة في الأول من يناير 2024، بزيادةٍ نسبتها 0.3 في المائة عن العام السابق. وارتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة في فرنسا إلى 85.7 عام للنساء و80 عاماً للرجال.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للانخفاض في عدد الولادات

يُثير انخفاض عدد الولادات في فرنسا مخاوف بشأن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذا الانخفاض.

فانخفاض عدد السكان يعني انخفاض حجم سوق العمل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور. كما يعني انخفاض عدد السكان انخفاض عدد المتقاعدين، مما قد يؤدي إلى زيادة عبء التقاعد على القوى العاملة النشطة. وقد حذرت الحكومة الفرنسية من أن انخفاض عدد الولادات قد يشكل "تحدياً كبيراً" للاقتصاد الفرنسي في المستقبل.

وتسعى الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ تدابير لتحفيز الولادات، مثل زيادة الدعم المالي للعائلات. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكون كافية لعكس الاتجاه الحالي.


المصدر : Transparency News