شهدت الليرة التركية في الفترة الأخيرة تراجعاً حاداً، حيث وصلت قيمتها إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. هذا التدهور الحاد في قيمة العملة التركية يعكس العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه تركيا في الوقت الحالي.


أحد العوامل الرئيسية وراء انخفاض الليرة التركية هو التضخم المتزايد. فقد شهدت تركيا معدلات تضخم مرتفعة في الفترة الأخيرة، مما أثر بشكل كبير على القوة الشرائية للمواطنين وزاد الضغوط على الاقتصاد بشكل عام. التضخم يعد عاملاً أساسياً في تدهور العملة، حيث يؤدي إلى فقدان الثقة في الليرة التركية من قبل المستثمرين والأسواق الدولية.

وهناك عامل آخر مهم وراء انخفاض الليرة التركية، وهو سياسة الفائدة المنخفضة التي اتبعها البنك المركزي التركي منذ أيلول/ سبتمبر 2021. هذا التوجه الذي استمر لفترة طويلة أثر سلبًا على الثقة في الليرة ودفع بعض المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن آخر، مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار.

وعلى الرغم من بداية تغيير في هذه السياسة في حزيران/ يونيو الماضي، حيث قرر البنك المركزي التركي رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 27 شهرًا، إلا أن هذا الإجراء لم يلب توقعات المستثمرين. رغم رفع الفائدة بشكل حاد، إلا أنه لم يكن كافيًا لاستعادة الثقة بالليرة التركية، وشهدت العملة ارتفاعًا غير متوقع.

ونتيجة لانخفاض الليرة التركية، فقد تأثرت العديد من القطاعات الاقتصادية في تركيا، بما في ذلك السياحة والتجارة الخارجية والصناعة. كما أدى ذلك إلى زيادة الأعباء المالية على الأسر والشركات التركية.

 


المصدر : Transparency News