لطالما عانى مسيحيو الشرق من الاضطهاد والتطهير العرقي، إلا أنّهم ظلوا صامدين على أرضهم، متمسكين بهويتهم الدينية والثقافية. لكن في السنوات الأخيرة، تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة موجات متتالية من هجرة المسيحيين، في أزمة تهدد مستقبلهم في هذه المنطقة.


وفقًا لآخر الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإنّ عدد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة تراجع من 185 ألفًا في عام 1948 إلى 46 ألفًا فقط في عام 2023، أي بنسبة لا تتجاوز الـ 1% من إجمالي السكان.

تساهم عدة عوامل في هجرة المسيحيين الفلسطينيين منها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، فتعاني الأراضي الفلسطينية من ظروف اقتصادية صعبة، ما يدفع العديد من المسيحيين إلى البحث عن فرص أفضل في الخارج. كما أنّ هناك تمييزًا واضحًا ضد المسيحيين في المجتمع الفلسطيني، ما يجعلهم يشعرون بأنهم أقلية منبوذة.

بالاضافة الى العوامل السياسية، فالاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا كبيرة على حياة الفلسطينيين، بما في ذلك المسيحيين، مثل القيود على الحركة والبناء والتعليم والعمل. كما أنّ هناك ممارسات عنصرية من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد المسيحيين، ما يشعرهم بعدم الأمان.

وفي الآونة الأخيرة، ازدادت وتيرة الهجمات ضد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية واللفظية، وحتى القتل. كما أنّ هناك محاولات إسرائيلية لتغيير التركيبة السكانية في القدس، من خلال بناء المستوطنات وإغلاق المؤسسات المسيحية.

كل هذه العوامل تدفع المسيحيين الفلسطينيين إلى التفكير في الهجرة، وهو خيار صعب للغاية، لكنه يُعدّ الحل الوحيد بالنسبة للكثيرين منهم، من أجل ضمان مستقبلهم ومستقبل أطفالهم.

خطورة الجرائم الإسرائيلية

إنّ هجرة المسيحيين الفلسطينيين هي جريمة كبرى بحقّ هذه الطائفة الدينية، وحقّ الشعب الفلسطيني ككل. فهي تستهدف الهوية الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني، وتساهم في تهويد القدس والمنطقة.

يطالب المجتمع الدولي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حق المسيحيين الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، والعيش بكرامة.


المصدر : وكالات