شهدت الأسواق اللبنانية في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة، وهي انتشار التجار السوريين في مختلف المناطق، بما في ذلك البقاع وجبل لبنان والشمال. ويتحدث أصحاب المحال الزراعية في هذه المناطق عن شراء التجار السوريين كل أنواع البذور وخصوصاً البطاطا، واحتكارهم هذه المواد بسبب عدم القدرة على استيرادها إلى سوريا.


يقول عدد من أصحاب المحال الزراعية في جبل لبنان والشمال إن التجار السوريين يأتون إلى لبنان لشراء البذور والمواد الزراعية الأخرى، ثم يقومون بتصديرها إلى سوريا. ويرجعون ذلك إلى عدم القدرة على استيراد هذه المواد إلى سوريا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري.

ويضيف هؤلاء أصحاب المحال أن هذا السلوك من قبل التجار السوريين يضرّ بالتاجر والمزارع اللبنانيين على حدّ سواء. فبالنسبة للتاجر اللبناني، فإن هذا السلوك يؤدي إلى تراجع مبيعاته، حيث يجد الزبائن ما يبحثون عنه لدى التجار السوريين بأسعار أقل. أما بالنسبة للمزارع اللبناني، فإن هذا السلوك يؤدي إلى ارتفاع أسعار البذور والمواد الزراعية، مما يؤثر سلباً على إنتاجيته.

يعد انتشار التجار السوريين في الأسواق اللبنانية تطوراً جديداً في العلاقات التجارية بين البلدين. ويعكس هذا التطور، من ناحية، تعثر الاقتصاد السوري بسبب العقوبات الدولية، ومن ناحية أخرى، ارتفاع الطلب على المنتجات الزراعية اللبنانية في سوريا.

ويمكن أن يؤدي هذا التطور إلى مزيد من المنافسة بين التجار اللبنانيين والسوريين في الأسواق اللبنانية. كما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية اللبنانية، مما يؤثر سلباً على المزارعين اللبنانيين.

يواجه التاجر والمزارع اللبنانيان تحدياً جديداً بسبب انتشار التجار السوريين في الأسواق اللبنانية. ويتطلب الأمر من الجهات المعنية اتخاذ إجراءات لتنظيم هذا السلوك، وحماية المصالح التجارية والزراعية اللبنانية.


المصدر : Transparency News