أعلنت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" أنها ستزرع بذور تبغ في أراض تابعة لها، بهدف توزيعها على مزارعي التبغ من أبناء المناطق الحدودية، في ظل عدم تمكنهم بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة من التشتيل في الوقت المناسب.


وقال المهندس ناصيف سقلاوي، رئيس "الريجي" مديرها العام، في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي: "لطالما سعينا في الريجي إلى دعم أهلنا المزارعين إنطلاقًا من واجبنا الوطني والأخلاقي والإنساني، ونحن اليوم نؤكد على دعمنا لصمود أهلنا المزارعين في القرى الحدودية من خلال مبادرة إستثنائية تتمثل في زرع العقارات العائدة للإدارة بشتول التبغ وتقديمها للمزارعين الذين لن يتمكنوا من تشتيل أراضيهم لدواع أمنية".

 

وأوضح سقلاوي أن اللجنة الإدارية لـ"الريجي" اتخذت قرارًا بالتنسيق مع مديرية الزراعة والمشترى ومديرية التبغ الورق، يقضي بالتعاون مع بعض المزارعين لزرع شتول في السعديات وفي بعض العقارات بمناطق آمنة، لتقديمها بعد نحو شهرين لمزارعي المناطق الحدودية الذين لا يستطيعون التشتيل في الوقت الراهن.

وأشار المهندس جعفر الحسيني، مدير الزراعة والمشترى، إلى أن المزارعين يبدأون عادةً بزرع البذور في مشاتل محمية تحت خيم بلاستيكية في الفترة الممتدة بين كانون الأول وشباط من كل سنة، ويستغرق نمو هذه البذور لتصبح شتولًا ما بين 45 يومًا وشهرين.

وأضاف الحسيني أن الوضع في المنطقة الحدودية أدى إلى تهجير سكان القرى التي تشكل حقول التبغ فيها ما بين 45 في المئة و50 في المئة من مجمل الأراضي المخصصة لزراعة التبغ في الجنوب. ما استحال على مزارعيها تشتيل بذورهم كالعادة، ومن غير المعروف متى يعود الوضع إلى طبيعته فيها، ويصبحون قادرين تاليًا على معاودة نشاطهم الزراعي.

وأوضح أن "الريجي" رأت في ضوء هذه المعطيات، ومن منطلق مسؤوليتها في الوقوف إلى جانب المزارعين في هذه الظروف، أن تتولى بنفسها عملية التشتيل، في أرض مركز الأبحاث التابع لها في السعديات، وفي أرض أخرى استأجرتها في بلدة معروب، على أمل أن يكون الوضع الأمني استتب بعد شهرين، عندما يكتمل نمو الشتول، فتوزع على المزارعين ليزرعوها في حقولهم وقراهم.

وذكر الحسيني أن 5362 مزارعًا يستفيدون من هذه المبادرة التي وصفها بـ"الإستباقية"، وقال: "إذا لم يتمكن مزارعو المنطقة الحدودية من العودة إلى قراهم وزرع الشتول في أراضيهم حتى بعد شهرين، وهذا ما لا نتمناه، يمكن عندها توزيعها على مزارعي مناطق أخرى".

وأشاد الحسيني بمبادرات أخرى، كإعلان رئيس بلدية رميش أن لدى مزارعيها كمية كبيرة من الشتول وأنهم مستعدون لإعطاء الفائض لمن يحتاج إليها من البلدات المجاورة.


المصدر : Transparency News