أعرب مسؤولون في الثنائي الشيعي اللبناني، الذي يضم حزب الله وحركة أمل، عن قلقهم من أن تكون إسرائيل بدأت تمهيداً لتوسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية في جنوب لبنان.ويأتي هذا القلق في أعقاب سلسلة من الغارات الإسرائيلية على وادي السلوقي الواقع على تخوم منطقة جنوب الليطاني، والتي بلغت ليل الثلاثاء الماضي نحو 20 غارة، واستمرت على نفس الوتيرة في اليوم التالي.


وقالت مصادر مسؤولة في الثنائي الشيعي لـ"الشرق الأوسط" إن مهمة الموفدين الأوروبيين الذين يتزاحمون لزيارة بيروت تبقى محصورة بإسداء النصائح بطريقة غير مباشرة إلى حزب الله بعدم أخذ المبادرة لتوسعة الحرب. وأوضحت المصادر أن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية ومعها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وفريق حربه لم يؤد حتى الساعة إلى إقناعه بعدم الدخول في مغامرة عسكرية يمكن أن تمهد لاشتعال المنطقة في حروب متنقلة.

ولفتت المصادر إلى أن الضغوط على نتنياهو لم تتوقف وما زالت قائمة، وقالت إن الموفدين الأوروبيين يحذّرون من ملاقاته في منتصف الطريق بتوفير الذرائع لتوسعة الحرب امتداداً لتلك الدائرة في قطاع غزة.وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية إن الرئيس اللبناني نبيه بري يطالب في لقاءاته مع الموفدين الأوروبيين بالضغط على إسرائيل لأن قرار الحرب بيدها، وأن وقف العدوان على غزة ينسحب هدوءاً على الجبهة الشمالية.

وأكدت المصادر أن الثنائي الشيعي باقٍ على التزامه بتطبيق القرار الدولي 1701، وأن إسرائيل هي من يعطل تطبيقه.ورأت المصادر نفسها أن الثنائي الشيعي ينأى بنفسه عن استدراج إسرائيل للانزلاق نحو توسعة الحرب لتشمل الجبهة الشمالية.وأكدت أن تواصل معظم دول الاتحاد الأوروبي مع نتنياهو لم يؤدّ إلى انتزاع الضمانات المطلوبة منه بعدم توسعتها، بذريعة أنه يتعرض إلى ضغط من قبل المستوطنين الذين اضطروا لمغادرة المستوطنات الواقعة على امتداد الجبهة الشمالية مع لبنان.

وأكدت المصادر أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين لم يوقف وساطته بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق يقضي بتحديد الحدود البرية بين البلدين، وقالت إنه يتريث في مواصلة وساطته إلى حين تبيان ما تقصده تل أبيب ببدء تطبيقها للمرحلة الثالثة من اجتياحها البري لغزة.وخلصت المصادر إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يغامر نتنياهو بتوسعة الحرب؟ أم أنه يرفع من منسوب الضغط على حزب الله بتلويحه بتوسعتها لعله يحقق سلماً ما يغنيه عن الدخول في حرب لن تكون تقليدية هذه المرة؟


المصدر : Transparency News