فريدريك الخراط


تم إنتاج وثائقي جديد عن الرئيس الشهيد بشير الجميل بعنوان "بشير، الرجل الذي تجرأ أن يحلم"، ويتناول حياة وانتصارات وإنجازات بشير الجميل، كما يستكشف مساره السياسي وقيادته وتأثيره في تاريخ لبنان والشرق الأوسط، من وجهة لم تتمّ مقاربتها من قبل.

من جهته، يؤكد مخرج الوثائقي يوسف الخوري ل "Transparency News" أن الوثائقي يتحدث عن بشير المقاوم والرئيس، الذي لا تزال شخصيته ومواقفه تشكل مادة للجدل والتساؤل لدى بعض الجماهير، وإلهاما لجماهير أخرى. مدة الفيلم حوالي الساعة، تتم صياغته بعناية لجذب المشاهدين من شرائح وثقافات مختلفة.
ويقول: "يحاول الفيلم تقديم صورة مختلفة وشاملة عن هذه الشخصية الجدلية والملهمة في آن معا، من خلال الأبحاث المكثفة التي نجريها، والمقابلات الحصرية، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو النادرة التي حصّلنا عليها من مراكز أرشيف محليّة وعالميّة؛ من فرنسا، إلى بلجيكا، إلى بريطانيا، إلى روسيا، إضافة إلى مستندات وفيديوهات غير منشورة زوّدنا بها أصحابها بصفة شخصيّة".

 يتميز هذا المشروع بحسب الخوري  بمشاركة أشخاص عايشوا الحرب اللبنانية وكانوا خصوما وأعداء شرسين لمعسكر الجبهة اللبنانية.
يضيف: "تلك الشخصيات رغم اختلافها مع بشير ومناهضتها مشروعه، إلا إنها اليوم وبعد 50 عاما، تساهم بشكل فعّال في إعادة كتابة تاريخ الحرب وأسرارها، كما وفي إظهار الحقيقة كما هي وليس كما يحلو للبعض تزويرها."
ويتابع الخوري، "يناقش الوثائقي صفات بشير الجميل القيادية، ورؤيته للبنان، والاستراتيجيات التي اعتمدها لتحقيق أهداف الجبهة اللبنانية التي احتضنته وشكّلت حاضنته الشعبيّة، كما يكشف حقائق غير معلنة من قبل، ويقلب العديد من السرد القائم رأسا على عقب. ومن خلال عيون خصوم بشير السابقين، يقدم وجهات نظر استثنائية وجريئة حول الأحداث التاريخية، متحديا الكثير من الروايات الرائجة والمشوهة."
ويردف قائلا: " كان مسار بشير الجميل نحو الرئاسة مليئا بالإنجازات التي جعلته يستحق هذا المنصب. كما يسلط الوثائقي الضوء على الصعوبات التي واجهها، والتقدم الذي أحرزه، ليتبين أن الرئاسة كانت هدفا سعى إليه وحققه، ولم تأته كمجرد هبة."
ويضيف: "كما نتطرق في هذا الفيلم إلى إرث بشير، وإلى كيفية استمرار قصته في إلهام الأجيال الجديدة.  وهو موجه إلى الجماهير المهتمة بتاريخ الشرق الأوسط، وبالريادة السياسية، وبالديناميات الاجتماعية والثقافية في لبنان. نحن نعتقد أن قصة بشير الجميل ستجذب المشاهدين الذين يبحثون عن فهم أعمق لهذه الفترة المؤثرة في تاريخ المنطقة ".

ويؤكد الخوري على أن الوثائقي موضوعي وينقل آراء من جميع الأطراف حول بشير. كما أنه ليس موجها ضد أحد، وقد بدأ العمل عليه قبل حرب غزّة، ولم نتعمّد طرحه في هذا الظرف"، إلا أنه يرى أن هناك صلة بين هذا الوثائقي وما يحصل اليوم من أحداث، لاسيّما لناحية أن في لبنان فريقًا يسعى دومًا إلى ربط مصير لبنان بالقضايا الخارجية، وتحديدًا القضيّة الفلسطينية، بالرغم من كل الويلات التي تطالنا منذ أكثر من نصف قرن جراءها.
ويلفت إلى أن الدول العربية جميعها تتابع مسيراتها من دون إرهاق شعوبها واقتصاداتها بمشاكل الفلسطينيين، فيما يبقى لبنان بمفرده رابطًا مصيره بحرب غزة، ولم يتعظ بعض اللبنانيين من مساوئ الماضي.

ويوضح الخوري أن الوثائقي كان عرضه مقررا في يوم عيد ميلاد بشير، إلا أنه مراعاة للظروف الحساسة والأحداث في غزة، تم تأجيله. لكن وللأسف، هناك من لا يخجل ولا يقدر صمتنا عن حرب ليس بمقدورنا التأثير فيها لا سلبا ولا إيجابا، ويصر على   فرض توجهاته علينا بوقاحة، ويريدنا أن نتضامن مع غزة وحماس مجاهرة، ولو كذبًا.

ويختم الخوري "أرفض شخصيا التضامن مع غزة"، معتبرا أن ما يحصل فيها هو نتيجة ما قامت به حركة حماس في ٧ أكتوبر، ويحملها المسؤولية في ما يتعرض له الغزاويون، مؤكدًا أن الفلسطينيين يستمتعون في جلد أنفسهم، مذكرًا بأن حماس أكدت على لسان أحد قادتها، أن الحركة مسؤولة فقط عما يحصل تحت غزة، أي في أنفاقها، وليس على سطحها، مشيرا إلى أن حركة حماس كان بإمكانها تجنيب شعبها المآسي التي يتعرض لها، بينما قادتها يتمخترون في فنادق الخمس نجوم وينامون على مليارات الدولارات. 


المصدر : Transparency News