عبد الرحمن شريف


بعد بريطانيا .. فرنسا ستبرم اتفاقية أمنية مع أوكرانيا تزداد يوما بعد يوم تصريحات المسؤولين الروس حول الأطماع في أوكرانيا واحتلال المزيد من الأراضي وخاصة تصريح  بوتين الأخير حول التعديات الإقليمية الروسية في أوكرانيا، تأتي تلك التصريحات في ظل محاولات أوكرانيا للانضمام للناتو والذي من المتوقع أن يأخذ بعض الوقت حتى يتم، لذلك وفي خطوات بديلة مؤقتة شهدنا الأسبوع الماضي توقيع "اتفاق أمني" بين بريطانيا واوكرانيا لتلبية احتياجات أوكرانيا، وعلى نفس المنوال تستعد فرنسا لتوقيع اتفاقية أمنية مع أوكرانيا، كما أعلنت عن نيتها نقل صواريخ بعيدة المدى إلى القوات المسلحة الأوكرانية. بالعودة للخطوات الروسية فإنها تعمل على تكثيف التصعيد ولم تعد تخفي أن غزوها لأوكرانيا هو حرب عدوانية تهدف إلى تحقيق فتوحات إقليمية جديدة. حيث صرح الرئيس الروسي بوتين في 16 يناير  بأن  روسيا لن تتخلى عن المكاسب الإقليمية التي حققتها خلال الحرب وعلى هذا فإن بوتن يريد الدخول في مرحلة من الغزو الإقليمي: فمن وجهة نظره فإن التغيير العنيف للحدود في أوروبا من شأنه أن يوجه ضربة للغرب المتحضر ويضعفه. وتتوحد أوروبا أمام التهديد الروسي المتزايد وتدرك أهمية دعم أوكرانيا: ففي 12 يناير، وقعت لندن وكييف اتفاقية أمنية. وفي فبراير القادم، وخلال زيارة ماكرون لأوكرانيا، المزمعة سيتم التوقيع على اتفاقية مماثلة مع فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، ستوفر باريس 40 صاروخًا طويل المدى من طراز SCALP للقوات المسلحة، إلى جانب عدة مئات من القنابل. وفي المقابل، تتضمن الاتفاقية الأمنية مع بريطانيا العظمى خيارات محددة للمساعدة الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا. كما ستقوم ألمانيا بتسليم أنظمة دفاع جوي جديدة ومدفعية وذخائر إلى أوكرانيا في عام 2024، بالإضافة إلى المعدات الهندسية. في حين أعلنت الدنمارك نقل دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. وتعمل المزيد والمزيد من الدول على تعزيز دعمها لأوكرانيا، بعد أن أدركت أن أمن أوروبا يعتمد على أمنها. لذلك فإن تقديم المساعدة الشاملة وفي الوقت المناسب لأوكرانيا يشكل اختصارا للوقت في المستقبل السلمي لأوروبا، لأن بوتن يحاول تدمير النظام العالمي الذي تأسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. حسب وجهة النظر الغربية وهذا ما كشفت عنه صحيفة بيلد الألمانية والتي نشرت تقريرا مستندا إلى معلومات سرية  حول احتمال الغزو الروسي لدول البلطيق والحرب القادمة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي خلال عام 2025 والتي قد تكون باكورة حرب عالمية ثالثة. 
لذلك تركز أوكرانيا دائما بأن توفير الدعم لها هو ليس منّة بقدر ما هو في مصلحة أوروبا للدفاع المبكر عنها.


المصدر : Transparency News