القرار الدولي 1701 إلى الواجهة مع المناوشات بين إسرائيل و«حزب الله»، ويطالب لبنان بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، التي تعتبرها إسرائيل أرضاً سورية. ويطالب العميد المتقاعد في الجيش اللبناني طارق حرفوش بتعزيز تسليح الجيش اللبناني، وهو ما يتطلب تنسيقاً دولياً وجهوداً من الجانبين اللبناني والإسرائيلي.


عاد القرار الدولي 1701 إلى الواجهة مجدداً مع بداية المناوشات بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» في جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر الماضي، على خلفية حرب غزة، ليكون أحد المنطلقات التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية إلى إعادة ضبط الأوضاع الأمنية، وإمكانية فتح الباب لتسوية الخلافات الحدودية.

مزارع شبعا: إشكالية الهوية

وأحد أهم نقاط الخلاف بين لبنان وإسرائيل هو مسألة مزارع شبعا، التي بقيت تحت سيطرة إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان عام 2000.

ويرى الجانب الإسرائيلي أن مزارع شبعا أرضاً سورية، بينما يطالب بها لبنان ضمن سيادته، ويطالب إسرائيل الانسحاب منها تطبيقاً للقرار الدولي 425.

ويستند الجانب اللبناني في مطالبته بمزارع شبعا إلى عدة إثباتات، منها:

  •     وجود بعض الوثائق اللبنانية التي ورد فيها ذكر المزارع.
  •     فرض الدولة اللبنانية سلطتها على المزارع من خلال الأحكام القضائية والإدارية.
  •     تصريحات سياسية من مسؤولين في الدولة السورية تؤكد لبنانية المزارع.

ويرى الجانب الإسرائيلي أن مزارع شبعا لا يمكن أن تكون أرضاً لبنانية إلا إذا تم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وهو ما لا يوافق عليه لبنان في ظل الاحتلال الإسرائيلي للمزارع.

الانسحاب الإسرائيلي: خياران

ويرى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني طارق حرفوش أن هدف إسرائيل من وراء تمسكها بمزارع شبعا وتلال كفر شوبا هو إبقاء سيطرتها على المزارع كونها المنفذ الأخير لها ضمن الأراضي اللبنانية.

ويقول حرفوش: "إذا تم الأمر بانسحاب إسرائيل، فهذا يعني عدم وجود ما يُلزم لبنان بالدخول في مفاوضات للاعتراف بإسرائيل، كون هذه الاتفاقية موقّعة منذ عقود".

ويرى حرفوش أن هناك خيارين أمام إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا:

  •     الانسحاب تحت الفصل السابع من مجلس الأمن، وهو ما يعني أن يكون الانسحاب ملزماً لها، لكن هذا الخيار مستبعد نظراً إلى معارضة الولايات المتحدة له.
  •     الانسحاب تحت الفصل السادس من مجلس الأمن، وهو ما يعني أن يكون الانسحاب غير ملزم لها، ويكون ذلك نتيجة الضغط الدولي مترافقاً مع عمليات المقاومة.

تسليح الجيش اللبناني

ويطالب القرار 1701 أيضاً بانتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وصولاً إلى الحدود الجنوبية وإخلاء المنطقة من السلاح، والمقصود به سلاح «حزب الله».

ويقول حرفوش: "الأصل هو تسلم الجيش أمن الدفاع عن البلاد؛ لكنه بحاجة إلى زيادة في تسليحه".

ويضيف: "المطلوب وضع سياسة عسكرية من قبل الدولة اللبنانية من خلال تسليح الجيش بصفقات تتضمن طائرات حربية وآليات عسكرية، حينها يمكن الطلب من الحزب تسليم السلاح، لكن خارج هذا الإطار لن تكون هناك نتيجة".

يبقى ملف مزارع شبعا وتلال كفر شوبا أحد أبرز نقاط الخلاف بين لبنان وإسرائيل، ويبدو أن حله مرتبط بحل مسألة ترسيم الحدود بين البلدين، وهو ما يتطلب تنسيقاً دولياً وجهوداً من الجانبين اللبناني والإسرائيلي.


المصدر : Transparency News