تسعى الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تعزيز إنتاجها المحلي لتقنيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك الألواح الشمسية وتوربينات الرياح ووسائل النقل الكهربائية. وتهدف هذه الخطوة إلى تسريع التحوُّل نحو اقتصادات محايدة كربونياً، كما أنها تأتي في إطار تحدّي هيمنة الصين في قطاع التكنولوجيا الخضراء.


ترتبط الإعانات الحكومية للتقنيات النظيفة ارتباطاً وثيقاً بمتطلبات المحتوى المحلي الصارمة، التي تفرض أن يكون مصدر جزء كبير من المكوّنات والمواد المستخدمة في هذه التقنيات محلي الصنع. ويؤدي ذلك إلى زيادة التنافسية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، حيث تسعى جميع الدول إلى حماية صناعاتها المحلية وتعزيز مكاسبها في سوق التكنولوجيا الخضراء، التي من المتوقع أن تبلغ قيمتها العالمية 630 مليار دولار في 2030.

تنفق الدول الغربية بسخاء على التقنيات النظيفة. فالاتحاد الأوروبي يعمل على توفير 272 مليار دولار لتخضير الصناعة، بما في ذلك تقديم إعفاءات ضريبية للشركات التي تستثمر في تقنيات الانبعاثات الصفرية. وسبق لحكومة الولايات المتحدة أن تعهدت بتخصيص 369 مليار دولار على شكل إعانات دعم مباشرة وإعفاءات ضريبية لتقنيات الطاقة النظيفة.

وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي هذا الدعم الحكومي إلى سيطرة الصين على سوق التكنولوجيا الخضراء، حيث تمتلك الصين بالفعل حصةً كبيرةً في هذا السوق. وتسيطر الصين على أكثر من 80 في المائة من إنتاج الألواح الشمسية و60 في المائة من إنتاج توربينات الرياح، كما أنها تسيطر على 95 في المائة من إنتاج المعادن النادرة، التي لا غنى عنها في تصنيع هذه التقنيات.

وقد اتخذت الصين بالفعل إجراءاتً لحماية الصناعاتها المحلية في مجال التكنولوجيا الخضراء، مثل فرض قيود على تصدير المعادن النادرة. ويمكن أن يؤدي هذا التصعيد التجاري إلى ارتفاع أسعار التقنيات الخضراء، ما قد يؤدي إلى عرقلة التحوُّل الأخضر العالمي.

ومن أجل تجنُّب هذه العواقب، يجب على الحكومات في الدول الغربية والصين العمل معاً لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الخضراء. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، إنشاء آليات حوار مفتوح وبنّاء لمعالجة الخلافات وتعزيز التعاون القائم على تبادل المنافع. كما يتعيّن على المنظمات متعددة الأطراف، مثل منظمة التجارة العالمية، أن تلعب دوراً محورياً في وضع المبادئ التوجيهية والأُطر التي تعزز المنافسة العادلة وتحدّ من النزاعات التجارية الناشئة.


المصدر : Transparency News