مع كلّ سَقطة لحزب الله، نكتشف درجة أدنى وأعمق لم نرها بعد، وتُذكّرنا أنّ الهاوية لا قاع لها.


تَجاوز اليأس حدوده لدى وزراء الحزب، حيث بدأوا يُسوّقون لعمليات الجنوب بين اللبنانيين عامّة، والمسيحيين خاصّة، من خلال استغلال مُشين لأبرز رموزهم الدينية. يبرز وزير العمل المُعيَّن من قبل حزب الله، محاولاً عبثاً ربط قتلى الحزب بتعاليم السيّد المسيح، في مسعى غير مقنع لاستعطاف واستمالة الشارع المسيحي، الذي لم يعد يقبل هذه الحِيَل الرخيصة، باستثناء القلّة القليلة المُضلَّلة والمخدوعة.

هذا الانتهاك المتواصل للرموز المسيحية وتعاليمها لا يعدو كونه دليلاً على يأس الحزب. إنّ مقارنة أعمال السيّد المسيح بتلك الصادرة عن شُبّان غَرَّر بهم الحزب، هو تشويه مرفوض ويتطلّب من حزب الله إعادة النظر بطريقة تعاطيه مع الداخل اللبناني وإحترام وجودهم. هل كان يُدرك الذي يَزُفّ الوزير خبر موته أنه مات لينشر تعاليم المسيح؟ وصل الإفلاس السياسي إلى القعر، ومع ذلك يستمرون بالحفر الى الأسفل. أوقفوا الكذب على شبابكم وإستغلال موتهم لتكسبوا بعض العطف.

وأشار مصدر سياسي مقرّب من محور الممانعة بأن اللعب على وتر المسيحيين لم يعد يصبّ في مصلحة الترويج للحزب بعدما فقد العلاقة التكاملية مع التيار الوطني الحر واستبدال التأييد الأعمى بالتأييد المشروط بعدم جرّ لبنان إلى الحرب، كما أن التلطّي خلف تعاليم المسيح لا يتوافق مع حملات تخوين المسيحيين وهدر دمائهم، ولا بمحاولة فرض رئيس عليهم هو الأقل تمثيلاً، وبالتالي على حزب الله الإقلاع عن هذا الأسلوب.

"حينئذ قال يسوع للجموع ولتلاميذه، قائلًا: على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما يقولونه لكم لتحفظوه، احفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون' (متى 23: 1-3)."


المصدر : Transparency News