شن الأردن غارات جوية على سوريا، أسفرت عن قتلى وجرحى، فيما تشكو عمّان من تزايد محاولات تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا إلى المملكة.


ذكر إعلام سوري أن غارات أردنية استهدفت منزلين في بلدة عرمان بمحافظة السويداء جنوب سوريا، مما خلّف قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء.

وخلال الفترة القليلة الماضية، رفع الأردن من جاهزية قواته على الحدود السورية، إثر ارتفاع كبير في عمليات التهريب من الجارة الشمالية إلى المملكة، ووصل الحال إلى حد اشتباكات مسلحة استمرت لساعات طويلة، عقب محاولات إدخال ذخائر صاروخية إلى الأردن.

وأعربت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، عن أسفها الشديد حيال الضربات التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق سورية، أحدثها قرى في ريف السويداء الجنوبي، وتبريرها بأنها موجهة لعناصر منخرطة في تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن.

وقالت الخارجية في بيان إنه "لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية التي نحاول احتواءها، حرصا على عدم التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين".

واعتبرت أن التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية لا ينسجم إطلاقا مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين حول التعاون لمكافحة جميع الانتهاكات، وبينها العصابات الإجرامية للتهريب والاتجار بالمخدرات.

وأكدت استمرار سوريا في مكافحة الإرهاب، والتصدي لكل المظاهر والممارسات والجرائم المتعلقة بالتهريب والاتجار غير المشروع بالمخدرات.

وفي اتهام لجارتها الجنوبية، قالت خارجية النظام إن سوريا عانت منذ عام 2011 من تدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين وتمرير كميات هائلة من الأسلحة، انطلاقا من دول جوار ومنها الأردن، ما أدى إلى سقوط الآلاف من الأبرياء.

وشددت على أنها أصرت على عدم اللجوء إلى ردود أفعال تؤثر على مصالح شعبي البلدين الشقيقين في سوريا والأردن، وكان فهمها إزاء ذلك أن هذا الأمر يتطلب تعاونا بين الجانبين.

وختمت بالتشديد على أنها لن تألو جهدا في التنسيق والتعاون مع الأردن في مواجهة كل ما يضر بمصالح البلدين الشقيقين، في ضوء الاحترام الكامل لسيادتهما ووحدة وسلامة أراضيهما.

وقال المحلل الإستراتيجي عامر السبايلة إن النظام السوري غير معني بإنهاء هذه الأزمة دون شراكات مثمرة سياسيا يتم تحويلها إلى مكاسب، لاسيما في ظل الأوضاع التي يعيشها من عزلة وعقوبات وغيرها ضمن تداعيات الحرب الأهلية القائمة منذ عام 2011.

ورأى السبايلة أن البيان السوري يريد أن يبعث رسالة مفادها أن الميليشيات والتهريب والأوضاع داخل أراضيه هي انعكاسات لحالة إضعاف سوريا لأكثر من 12 عاما عبر أزمة مفتوحة.

وأردف هو يريد أن يرسل رسالة سياسية بأنه حريص على عدم تصدير الأزمة، لكن الواقع أكبر من طاقته، وأدى إلى تشكل مناطق خارج نفوذه.

وتابع أن النظام عليه أن يقوم بدوره والجميع سيكون أمام تحد وجودي لحماية أمنه القومي، كما يفعل الأردن حاليا.. هناك فراغ متشكل، والأردن يرسل رسائل بأنه قادر على الضرب لأي محاولات تستهدف أمن حدوده.


المصدر : وكالات