بعد أكثر من اثني عشر عاماً من الحرب المدمرة في سوريا، لم يبقَ في البلاد أكثر من مئتي طبيب تخدير، جلّ هؤلاء باتوا قريبين من عمر التقاعد. ويعد هذا النقص الحاد كارثة طبية وإنسانية تهدد حياة ملايين السوريين.


يعود السبب الرئيسي للأزمة إلى هجرة أطباء التخدير السوريين إلى الخارج بحثاً عن فرص عمل أفضل وحياة كريمة. ويتقاضى الأطباء السوريون في الخارج رواتب تفوق أضعاف ما يتقاضونه في سوريا، مما يجعل من الصعب عليهم البقاء في بلدهم.

تتعدد أسباب أزمة أطباء التخدير في سوريا وذلك إما بسبب الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الأطباء وهجرتهم إلى الخارج بحثاً عن ظروف عمل أفضل. أو قد يكون لعدم اهتمام الحكومة بملف الطبابة التخديرية، وعدم وجود خطة لحماية الأطباء وضمان بقائهم في بلدهم. بالإضافة للإغراءات المالية الكبيرة التي تُقدمها الدول الأخرى للأطباء السوريين، والتي تفوق بكثير ما يتقاضونه في بلادهم.

نتيجةً لهذه الأسباب، باتت المستشفيات السورية تعاني من نقص حاد في أطباء التخدير، ما أدى إلى تأجيل أو إلغاء العديد من العمليات الجراحية، وإحالة المرضى إلى مستشفيات أخرى في مناطق بعيدة. كما أدى ذلك إلى الاستعانة بمساعدي أطباء التخدير للقيام بمهام الأطباء، مما يشكل خطراً على حياة المرضى.


المصدر : Transparency News