صمود المجتمع المسيحي في لبنان لم يكن متوقّعاً للمراقبين والخصوم، ممّا عقّد مخطّطات حزب الله الداخلية بشكل ملحوظ.


يتابع سياسي مخضرم، أنّ الحزب يستعرض التزامه بالعيش المشترك وحماية المسيحيين كوسيلة لتصوير نفسه كحامي لهم، محاولاً بذلك تقليل تأثير الأحزاب المسيحية السيادية. يسعى الحزب لتنصيب نفسه المرشد الأعلى للشعب اللبناني، وخاصّة المسيحيين.

من جانب آخر، يُشرِّع حزب الله وجود سلاحه خارج إطار سلطة الدولة، ويعتمد على مؤسّساته المالية، معترفًا فقط بقضاء دويلته الخاصة. يوازي ذلك انتقاده للمطالب اللبنانية بدولة قويّة تحفظ مصالحهم وأمنهم.

يتابع السياسي المخضرم، أنّ الحزب اليوم يواجه المجتمع اللبناني عامةً والمسيحي خاصةً، محاولاً إضعافه، وذلك بدعم من بعض الكتّاب والإعلاميين. وبفقدان الحزب لدعم حليفه التقليدي، التيار الوطني الحر، الذي بات يعاني من ضُعف يمنعه من تغطية أفعال حزب الله.انتقل التيّار إلى موقع المعارضة الشكلية في محاولة لاستعادة بعض الدعم من الشارع المسيحي.

وأضاف السياسي، لو كان التيار يتمتّع بقوّة وشعبية أكبر، لربّما توصَّل حزب الله إلى اتفاق جديد مشابه لاتفاق مار مخايل معه، ولكن في ظلّ الوضع الحالي، يبدو التيار كورقة خاسرة. ولذلك، تحوَّل حزب الله إلى اتّخاذ مبادرة الهجوم على المجتمع المسيحي مباشرةً. 

حزب الله اليوم في مأزق مُشابه للذي واجهه في عام 2005، ولكن الفرق الكبير هو غياب شخصية مثل ميشال عون، الذي كان يمثل آنذاك الواجهة المسيحية التي استغلّها حزب الله لتبرير وجوده وتحسين ظروفه الداخلية.


المصدر : Transparency News