تزايد عدد الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في لبنان في السنوات الأخيرة، حتى وصل إلى نحو عشرة آلاف جمعية. ويُعتبر هذا العدد كبيراً جداً في بلدٍ صغيرٍ لا تتعدى مساحته 10452 كلم مربع.


يلعب هذا العدد الكبير من الجمعيات دوراً كبيراً في سدّ الثغرات التي خلّفها غياب المؤسسات الحكومية عن القيام بوظائفها الأساسية تجاه المواطنين والمقيمين الأجانب. ويحصل البعض منها على دعم من الدولة والبعض الآخر يعتمد على التمويل الذاتي من خلال مشاريع ومساعدات من جهات محلية او خارجية.

لكن، هل يُعتبر هذا صحياً في بلد يقفُ على ابوابِ استحقاقاتٍ كبيرة ويعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق؟ هل هناك من مراقبة دقيقة لعمل هذه الجمعيات وتدقيق في موازناتها لمعرفة كيفية الانفاق؟

من ناحية، تلعب الجمعيات والمنظمات غير الحكومية دوراً فاعلاً في المجتمع اللبناني، فهي تقدم خدمات متنوعة في المجالات التربوية والبيئية والصحية والتنمية الاقتصادية. كما أنها تساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وبناء الديمقراطية.

ولكن، من ناحية أخرى، من الضروري إجراء دراسة شاملة حول واقع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في لبنان، وذلك لتحديد دورهم وفعاليتهم ومدى الحاجة إلى وجودهم. كما يجب وضع تشريعات وأنظمة صارمة لتنظيم عمل هذه الجمعيات وضمان شفافيتها وكفاءتها.


المصدر : وكالات